وقعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" عدداً من اتفاقيات التعاون مع الجهات البحثية والأكاديمية الأمريكية لإنشاء مراكز تميز في التقنيات الناشئة وتنفيذ المشروعات الإستراتيجية التي تعزز النمو الاقتصادي في المملكة وتحقق رؤيتها الطموحة في التحول نحو اقتصاد قائم على الابتكار، وذلك على هامش الزيارة الرسمية لوفد المملكة للولايات المتحدةالأمريكية برئاسة معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة المدينة المهندس عبدالله بن عامر السواحه. وأوضح معالي رئيس المدينة الدكتور منير بن محمود الدسوقي أن الشراكة مع المراكز البحثية والتقنية الرائدة عالمياً تأتي ضمن الزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد المملكة للولايات المتحدةالأمريكية بهدف ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي للبحث والتطوير والابتكار، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في نقل وتوطين التقنيات الناشئة، وتمكين الكوادر الوطنية، وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الجهات البحثية والأكاديمية للاستثمار في التقنيات الناشئة وفتح أسواق جديدة؛ لمواصلة مسيرة النماء وتحقيق الاستدامة التنموية والاقتصادية للمملكة. من جانبها أفادت المشرف على مراكز التميز المشتركة بالمدينة الدكتورة مريم نوح أن برنامج مراكز التميز المشتركة يعمل على تعزيز التعاون مع الجهات البحثية والأكاديمية العالمية لتلبية حاجات القطاعات الإستراتيجية الحيوية في المملكة من خلال اغتنام الفرص الواعدة في التقنيات الناشئة وتوطينها لتعزيز نمو الاقتصاد الوطني. وتركز الاتفاقية الأولى التي أبرمتها المدينة مع جامعة سانتا باربرا على إنشاء مركز التميز المشترك لتطوير تقنيات أشباه الموصلات في الضوئيات والإلكترونيات، وتهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مشاريع تطبيقات الإلكترونيات وأجهزة الإضاءة المرشدة للطاقة (LED) باستخدام المواد النانوية المتقدمة، وتنفيذ برامج التدريب المتقدمة في مجال الأجهزة الإلكترونية وتقنية الإضاءة، والاستفادة من مخرجات تلك المشاريع في تطبيقات اتصالات التردد اللاسلكي بسرعات أعلى وتحسين كفاءة الطاقة، كما تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي وتطوير التقنية لاكتشاف وتصميم المواد النانوية المبتكرة. وتُعنى الثانية التي وقعتها المدينة مع جامعة ستانفورد بتعزيز مبادرة إعداد قادة التقنية ودعم وتطوير المحتوى المحلي، من خلال تنفيذ عدة مشاريع بحثية في مجالات هندسة الطيران وتقنيات الفضاء، وتشمل تلك المشاريع تطبيق تقنيات التعلم الآلي لتصميم نموذج بديل قائم على شبكة عصبية صناعية لتحسين ديناميكية المركبات الهوائية المبتكرة، وإرشادات وملاحة وتحكم متطورة للأنظمة الذاتية للوعي بالأوضاع في الفضاء، ومعالجة ذاتية للأشياء في الفضاء باستخدام البرمجة المتقدمة للتحكم الأمثل في الأنظمة الديناميكية، إضافة إلى تحسين تصميم الطائرات وتحليلها باستخدام منهجية متعددة التخصصات للطائرات دون طيار. وتختص الثالثة التي وقعتها المدينة مع جامعة كاليفورنيا بيركلي بإنشاء مركز الحوسبة الآمنة المشترك الذي يهدف إلى تعزيز اهتمام الطرفين بمجال الأمن السيبراني، وتعاونهما في البحث والتطوير والتدريب المشترك، حيث سيعمل على إجراء مشاريع بحثية في البحوث التطبيقية بمجالات الحوسبة الآمنة: كالتشفير، وأمن المعلومات والشبكات، واستخدامات الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني. وتأتي الاتفاقية الرابعة التي وقعتها المدينة مع جامعة كاليفورنيا بيركلي لإنشاء مركز تميز المواد النانوية لتطبيقات الطاقة النظيفة، وتهدف إلى تعزيز الاهتمام المشترك بالمواد النانوية لتطبيقات الطاقة النظيفة والتعاون في مجال البحث والتطوير والتدريب، وتطوير برامج البحث المختلفة بين المملكة والمؤسسات العلمية الدولية لمواكبة التطورات العلمية وتعزيز التنمية في المملكة، سواء من خلال المنح الدراسية أو الأبحاث المشتركة، وتشجيع البحث التقني والزراعي والصناعي في القطاع الخاص. وتُعنى الخامسة التي أبرمتها المدينة مع جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، بإنشاء مركز التميز المشترك في علوم وهندسة النانو للتقنيات الخضراء والنظيفة، وتهدف إلى تعزيز الاهتمام المشترك بأبحاث أنظمة النانو، والتعاون في برامج البحث والتطوير والتدريب، حيث سيقوم المركز بإجراء أبحاث متقدمة في الإلكترونيات والبصريات النانوية التي يمكن استخدامها في عدة مجالات إستراتيجية، وهي الاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والإلكترونيات السريعة، والأجهزة الحيوية. وتهدف الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها المدينة مع معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "كالتك" إلى تطوير الأنشطة البحثية وإجراء التخطيط الإستراتيجي لعلوم الأرض والفضاء، حيث تشمل مجالات التعاون تطوير المهارات الأساسية والأنشطة البحثية لعدد من المشاريع منها تطوير منصة الأرض الآن التي تختص بمراقبة العلامات الحيوية لكوكب الأرض، ومشروع المراقبة المتقدمة لتغيرات سطح الأرض واستدامة موارد المياه الجوفية باستخدام البيانات الأرضية والأقمار الاصطناعية، ومشروع التحليل المنهجي لهجرة الرمال، ومشروع استكشاف الرواسب المعدنية عبر الأقمار الاصطناعية. كما تشمل مجالات التعاون وضع خطط تدريبية لإعداد العلماء والباحثين والمهندسين وتطوير قدراتهم البحثية العلمية من خلال التعلم النشط والدورات الدراسية، وتمكينهم من تنفيذ مشاريع بحثية عالية الجودة تعزز من تنافسية النظام البحثي في المملكة.