يركز مؤتمر مستقبل الطيران الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني خلال المدة من 9 11 مايو القادم في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات والمعارض بالرياض، في محاوره على تطبيق أعلى المعايير الدولية والمحلية في مجال الممارسات البيئية التي تترجم توجهات المملكة لضرورة المحافظة على البيئة والحرص على عدم تلوثها أو الإضرار بها. وفي هذا الجانب تتناول الهيئة، إسهاماتها في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية بشكل عام وعلى بيئة المطارات بشكل خاص من خلال خطط للاستدامة البيئية والحد من الانبعاثات الكربونية، حيث تعمل الهيئة في إطار تشريعي وتنظيمي يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، وتبنت عدداً من البرامج للمحافظة على البيئة بالتعاون مع الجهات المتخصصة في المملكة والمنظمات الدولية في العالم مثل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) ومجلس المطارات الدولي (ACI). وفي الوقت الراهن ، تقوم الهيئة بمتابعة وتنفيذ التقارير الخاصة لخطة تعويض الكربون وخفضه في الطيران الدولي (CORSIA)،إذْ عملت على استحداث ونشر اللائحة التنفيذية GACAR PART 157 الخاصة به، عبر موقع الهيئة الإلكتروني؛بهدف تخفيض انبعاثات الكربون الصادرة من الرحلات الدولية من خلال رصد واستقصاء كمية الانبعاثات الصادرة من الناقلين الجويين الوطنيين للرحلات الدولية والخاضعين للخطة، إذ يجري جمع التقارير من الناقلين الجويين بعد مراقبة وتسجيل رحلاتهم الدولية والتحقق منها عن طريق متعهد معتمد وفق إطار زمني محدد خلال العام،ومن ثم المتابعة وفق آلية معينة،وعمل التحليلات اللازمة لرفع التقارير إلى المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) وفق الإطار الزمني بشكل سنوي. كما تعمل الهيئة حالياً على تطوير التقرير الثالث بعد تسليم التقرير الأول في 2018م والتقرير الثاني في 2021م، للخطة الوطنية المعنية (State Action plan) لخفض انبعاث الغازات الدفيئة متضمنة ثاني أكسيد الكربون الصادرة من أنشطة الطيران المدني من خلال تحسين مسارات الرحلات الجوية، وتحسين إجراءات التشغيل في المطارات والحركة الأرضية، إلى جانب برامج تحسين كفاءات الطائرات والمحركات مع الشركات المشغلة وحصر ومعرفة المصادر وكميات الانبعاثات وتبني أفضل الممارسات العالمية لخفض تلك الانبعاثات، حيث تعكس هذه الخطة مدى التزام المملكة واهتمامها بحماية البيئة ومخاطر تغيير المناخ، بالعمل المستمر على تحديث الخطط لتعزيز مبدأ الشفافية والالتزام، ومن المبادرات المستقبلية التي لها شأن في الهيئة بالعمل بها للمحافظة على البيئة : مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة لتحويل مطار عرعر ومطار القريات إلى مطارات معتمدة كليًا على الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة باعتماد جزئي على الطاقة المتجددة. من جهة أخرى تتطلع الهيئة إلى العديد من المبادرات والبرامج التي تضمن عمليات تشغيلية صديقة للبيئة، بما يتماشى مع التزام المملكة نحو خفض الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي يعكس تميز إستراتيجية الهيئة في تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تستهدف تطبيق أعلى معايير الاستدامة، ومنها تطوير خطة شاملة للاستدامة البيئية للمطارات في المملكة تشمل معايير إدارة جميع مصادر ملوثات البيئة من ضوضاء وجودة هواء وإدارة للنفايات،والتخلص الآمن منها وإدارة المياه ومعايير البصمة الكربونية الصادرة من أنشطة الطيران المدني،وذلك من أجل وضع مطارات المملكة في مكانة متقدمة في مجال حماية البيئة. يذكر أن مؤتمر مستقبل الطيران سينطلق بحضور نخبة من ممثلي قطاع الطيران المدني حول العالم ورفيعي المستوى لقادة الطيران المدني من مختلف الدول والمنظمات علاوة على الرؤساء التنفيذيين لعدد من شركات النقل الجوي الدولية ومجموعة من رجال الأعمال وسط مشاركة أكثر من 120 متحدثاً، وستُعقد 40 جلسة موزعة على ثلاثة أيام لاستشراف مستقبل الطيران.