شارك معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، في فعاليات قمة (فاينانشيال تايمز) العالمية للسلع Commodities Global Summit، التي تمثل تجمعًا بارزًا لكبار المديرين التنفيذيين والممولين للسلع الأساسية، تعقد خلال الفترة 21 - 23 مارس 2022، بمدينة لوزان في سويسرا. وفي كلمته التي ألقاها في هذه القمة، سلط معاليه الضوء على ثلاثة اتجاهات تقود قطاع التعدين العالمي، أولها الطلب المتزايد على المعادن والفلزات المطلوبة لانتقال الطاقة؛ والثاني تأثير الاستدامة على أسواق المعادن والتعدين؛ والاتجاه الثالث زيادة المنافسة بين الدول الساعية لأدوار قيادية في التعدين. وقال: إن مستقبلنا الأخضر سيشهد طلبا كثيفًا على المعادن، في ظل السعي العالمي لتحول قطاع الطاقة ما يعني، بطبيعة الحال، ارتفاع الطلب على المعادن الإستراتيجية، والذي يقدر بنحو 40 ضعفًا من المستويات الحالية، الأمر الذي سيصاحبه ارتفاع في الأسعار، مشيرا إلى أن الاستدامة تؤثر على كل من العرض والطلب العالميين. وأكد أن المنافسة تتزايد بين البلدان لاحتلال مواقع قيادية في أسواق التعدين العالمية، كما أن التركيز الجغرافي لبعض المعادن وتأميم الموارد أدى إلى الدفع لتنويع سلاسل التوريد. وتطرق معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، إلى الإمكانات المعدنية ل "المنطقة الفائقة" التي يبلغ طولها 9000 كيلومتر، التي تمتد من أفريقيا في الغرب، مرورًا بالشرق الأوسط، وصولًا إلى آسيا الوسطى، مذكرًا بدراسة حديثة للبنك الدولي وجدت أن 75 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي على الاستكشاف يذهب إلى 10 دول فقط، ولا يوجد أي منها في هذه المنطقة الشاسعة. واستعرض معاليه، من جانب آخر، تجارب المملكة خلال عملية تحولها التعديني، التي بدأت بعد إطلاق رؤية المملكة 2030، التي عدت التعدين الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، والمحرك الرئيس للتنويع الاقتصادي في المملكة. وتطرق، في هذا الصدد، إلى أنه تم تطوير إستراتيجية التعدين في المملكة كنتيجة لرؤية 2030، مما أدى إلى إدخال تحسينات وتطورات كبيرة في البيانات المتاحة فيما يتعلق بالثروات المعدنية في المملكة، والتي تقدر قيمتها بنحو 1.3 تريليون دولار. وقال: إن من بين ما اشتملت عليه إستراتيجية التعدين تطوير البنية التحتية القانونية والتنظيمية؛ ووضع إستراتيجيات من أجل التنمية الصناعية في المراحل الأولى والوسطى والنهائية؛ والتركيز الواضح على الاستدامة. وأوضح المديفر، أنه نتيجة للإصلاحات في هذا القطاع، نمت صناعة التعدين في المملكة بشكل كبير، حيث حققت أعلى إيرادات لها في عام 2021، حيث بلغت أكثر من 727 مليون ريال سعودي (194 مليون دولار)، بزيادة قدرها 27 في المئة عن العام السابق. واختتم كلمته، قائلا: "إن صناعة التعدين تشهد نقطة انعطاف"، مؤكدًا أن العالم يحتاج إلى سلاسل توريد معادن أكثر مرونة من مصادر متنوعة، ويجب أن تكون سلاسل التوريد هذه أكثر مسؤولية وأكثر إنصافًا، حيث تنهض المملكة بدور مركزي في تطوير المنطقة التعدينية الكبرى الناشئة من أفريقيا إلى آسيا. يذكر أن جلسات قمة (فاينانشيال تايمز)، تناقش هذا العام عدة موضوعات من أهمها تحقيق صفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحول الطاقة والتركيز المتزايد على الاستدامة الذي سيؤدي إلى تغيير المشهد الأساس لتجارة السلع الأساسية.