اتخذ الصقر مكانة كبيرة لدى أبناء المملكة العربية السعودية، وذلك منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من ثلاثة قرون حتى وقتنا الحاضر، حيث اشتهر عندهم تشبيه الممدوح بالصقر الحر الأصيل، كما لعب الصقر دورًا عبر مسيرة التأسيس كعامل اقتصادي في التجارة، وفي خلق أواصر المحبة والتماسك الاجتماعي بين أبناء الجزيرة العربية، فكانوا يُطوعون الجوارحَ؛ من أجل الصيد وإيجاد لقمة العيش، وكهواية ارتبطت بالعرب منذ القدم. ووثَّقَ الرحالةُ والمستشرقون خلال زياراتهم لمناطق الجزيرة العربية وجود هواية الصيد بالصقور، وكان أفضل أنواع الصقور التي لها شعبية كبيرة "الحر والشاهين والوكري". كما وثقت الآثار المكتشفة في موقع المقر الأثري قرب محافظة وادي الدواسر استئناس إنسان الجزيرة العربية للصقر منذ 9 آلاف عام، في فترة العصر الحجري الحديث. وكجزء من توثيق إرث الصقور ودورها في حياة الأجداد، يُوثقُ شعارُ يوم التأسيس في هويته البصرية وجود الصقر، ضمن خمسة عناصر ورموز جوهرية، إلى جانب العلم السعودي والنخلة والخيل العربية والسوق، حيث كان يُستخدم الصقرُ كهدايا بين شيوخ القبائل؛ باعتبارها رمزًا للصلح في حلِ الخلافات بينهم، كما اشتهر عددٌ من القبائل بصيد الصقور، إلى جانب رواج هواية الصيد بالصقور في مجتمع الجزيرة العربية، وكانت أيضًا مصدر رزق للكثيرين، ورمزًا للفخر والعزة والكبرياء. ولما للصقر من أهمية ودور رافق التأسيس في عهد الدولة السعودية الأولى؛ جاء الأمر الملكي في العام 2017 بتأسيس نادي الصقور السعودي، ليجمع آلاف الصقَّارين في مناطق المملكة كافة تحت رابطة واحدة، وتعزيز جودة الحياة؛ انسجامًا مع رؤية المملكة 2030، وخدمة الموروث العريق المتمثل في الصيد بالصقور، ونقل الإرث المتجدد جيل بعد جيل. ويتولى نادي الصقور السعودي مهمة الحفاظ على إرث الصقور، من خلال فعالياته وأنشطته وبرامجه، مثل برنامج "هدد" المستدام لإعادة الصقور لمواطنها؛ بهدف تكاثر السلالات النادرة وحمايتها من الانقراض، ودعم التوزان البيئي والحياة الفطرية، إلى جانب تنظيم فعاليات دولية، مثل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور، ومعرض الصقور والصيد السعودي الدولي، ومزاد نادي الصقور السعودي، إلى جانب مسابقات لمحبي الصقور وهواة السباقات والمزاين؛ حيث خصص لها جوائز مالية، ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر تجمع للصقور في العالم، عبر مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، واستحدث مسابقات وفعاليات أخرى، مثل سباق الملواح، التي تهدف مجتمعةً إلى غرس مفاهيم بيئية واجتماعية وثقافية، والتمسك بالتراث، وترسيخ القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة.