تشهد سماء الوطن العربي بعد غروب الشمس وبداية الليل يوم غد الأربعاء اقتران كوكب الزهرة مع نجم قلب الأسد في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن كوكب الزهرة يكون في الاقتران مع نجم قلب الأسد عندما يكونان شمال وجنوب بعضهما البعض في المطلع المستقيم على قبة السماء وهو يعادل خط الطول هنا على الأرض . وأشار إلى أن هذا الاقتران سيمر فيه كوكب الزهرة بما يزيد قليلاً عن درجة واحدة شمال قلب الأسد ، وسيظهر الزهرة أولا ، ومع تلاشي وهج غروب الشمس سيظهر قلب الأسد وسيرصد الكوكب والنجم بالأفق الشمال الغربي، وسيلاحظ أن الكوكب شديد السطوع قرب النجم المزدوج قلب الأسد ، فيما تكون المسافة الظاهرية الفاصلة بين الزهرة بحوالي عرض إصبع (أو درجة واحدة إلى الشمال السماوي) من قلب الأسد فهذا يعني بأنهما قريبان بما يكفي لرؤيتهما معًا في مجال رؤية تلسكوب. وأفاد أن لمعان الزهرة (3.93-) سوف يتفوق على لمعان قلب الأسد (+1.34) الذي يُصنف على أنه نجم من القدر الأول، أي أحد ألمع نجوم السماء، لذلك فإن قلب الأسد سيبدو خافت بجانب كوكب الزهرة المبهر، وهو الآن أكثر إشراقًا بحوالي 130 مرة مع وجود المريخ في أسفل اليمين في مشهد جميل ومثير للاهتمام. وبين أبو زاهرة أن كوكب الزهرة يشتهر بدورة مدتها 8 سنوات، حيث يعود هذا الكوكب إلى نفس المكان تقريبًا في السماء المرصعة بالنجوم كل 8 سنوات، هذا لأن الزهرة يدور حول الشمس 13 مرة في كل مرة تدور فيها الأرض حول الشمس 8 مرات. وأوضح أن دورة الثماني سنوات تعني بأن الزهرة سيجتمع مرة أخرى مع قلب الأسد، لحدوث أقرب اقتران مثل الذي حدث آخر مرة بشهر أكتوبر 2020، وذلك أوائل أكتوبر 2028 و 2036 و 2044 ، لافتا إلى أن اقتران الزهرة و قلب الأسد في مطلع أكتوبر 2044 سيكون مميزاً للغاية، لأن الكوكب سيحجب النجم في ذلك التاريخ، وبحلول عام 2052، سيحدث اقتران الزهرة وقلب الأسد في أواخر سبتمبر بدلاً من أوائل أكتوبر.