يواصل نادي الصقور السعودي من خلال برنامج " هدد" لإعادة الصقور إلى مواطنها الطبيعية متابعة عمليات إطلاق الصقور في مواكرها (أعشاشها) داخل المملكة، تزامنا مع استعداده للإطلاق الخارجي الذي سيعلن عنه خلال المدة المقبلة. ويهدف البرنامج -من خلال مشاركة الصقارين المتعاونين- إلى الحفاظ على سلالات الصقور النادرة من الانقراض، وهو ما يُسهم في عدم اندثار هواية الصقارة التي يعود تاريخها في المملكة إلى تسعة آلاف عام تقريبًا، حيث كانت ومازالت هذه الهواية جزءًا لا يتجزأ من تاريخها، خاصة أنها تعدّ موطنا لأنواع مختلفة من الصقور وممراً لأخرى مهاجرة، وهو ما جعلها محط أنظار الكثيرين من صقاري دول العالم. وعمد النادي إلى إطلاق "هدد" لتأصيل هذا التراث والمحافظة على الصقور، وتعزيز ريادة المملكة في حماية البيئة والحياة الفطرية، والحفاظ على التوازن البيئي، وتعزيز التنوع البيولوجي، ومكافحة تدهور الأنظمة البيئية. ويؤكد الصقار عبد الهادي بن عواد الجهني -مراقب الساحل الغربي- أن المواكر تعمل حسب الخطة المقررة منذ إطلاق البرنامج، وذكر أن نتيجة المسح البيئي للمواكر كانت مطمئنة بنجاح عملية الإطلاق، وبعد مرور شهر من إطلاق البرنامج تجاوز معظم المراقبين مرحلة التأهيل قبل الإطلاق والتأكد من جاهزية الشبط والقرناسة من أجل عملية التزاوج، وأوضح أنه لم يواجه المراقبين -حتى هذه المرحلة- أيُّ مشاكل يمكن أن تؤثر على عمليات الإطلاق. وأعرب الجهني عن شكره لنادي الصقور السعودي والقائمين على "هدد" لما يقدمونه من تسهيلات للصقارين، ولحرصهم ومواصلتهم العمل لتحقيق أعلى النتائج من البرنامج، ودوره في الحفاظ على الصقور من خلال الإطلاق الذي يجمع نخبة كبيرة من الصقارين والمهتمين بالهواية، التي صاغتها المملكة في خططها التنموية ورؤيتها الإستراتيجية للمحافظة على الحياة الفطرية والاهتمام بالبيئة.