يواصل نادي الصقور السعودي فعاليات برنامجه الرائد "هدد" لإعادة الصقور إلى مواطنها الأصلية، الذي أطلقه في العاشر من نوفمبر الماضي للمرة الأولى على مستوى المملكة، ويهدف إلى تعزيز دورها الريادي في حماية البيئة والحياة الفطرية. ويأتي البرنامج ضمن التزام نادي الصقور السعودي بمسؤوليته في تنظيم هواية الصيد بالصقور والحفاظ على سلالاتها النادرة من الانقراض، والعمل على تطوير برنامج متكامل ومستدام، لرفع الوعي البيئي المجتمعي، وإحياء هذا الإرث العريق الذي يعود تاريخه لأكثر من 9 آلاف سنة، بالإضافة إلى تثقيف المهتمين بهواية الصقارة حول المخاطر الذي تتعرض له تلك الهواية الأصيلة من العبث والصيد الجائر. ونجح برنامج "هدد" منذ إطلاقه في استقطاب العديد من الصقارين ومربي الصقور وهواة الصيد بها، من خلال إسهامهم بأعداد كبيرة من أنواع الصقور المستهدفة (المستوطنة والمهاجرة) من أجل تأهيلها وإعادة إطلاقها داخليًا وخارجيًا. ويشمل البرنامج خمس مراحل بدأت بمرحلة ما قبل الإطلاق، وشملت "الاستعدادات وتجهيز عيادات الصقور ومحاجرها وأماكن استقبالها، وتوعية الصقارين بأهمية البرنامج وضرورة مشاركتهم فيه"، ثم التجهيز للإطلاق من خلال استقبال الطيور وتأهيلها وتدريبها في المحاجر المخصصة لها، والتأكد من البيئة الملائمة للإطلاق وفحصها، ثم تأتي مرحلة الإطلاق، وبعدها مراقبة الصقور ومتابعتها في بيئتها الطبيعية، وذلك من خلال صقارين متعاونين مع البرنامج، يقومون بمراقبة مواكرها (أعشاشها)، وتهيئتها عند مواقع الإطلاق، والتي تستمر لمدة عام كامل. كما قسم برنامج "هدد" مواقع الإطلاق المحلي إلى 15 موقعا، توزعت على ثمان مناطق إدارية هي "الرياض، وحائل، وتبوك، والمدينة للمنورة، ومكة المكرمة، والباحة، وعسير، ونجران"، كما تم تسليم المواقع لمراقبي المواكر، الذين بدأوا في تحرير البيانات البيئية وتوثيق رحلة حياة الصقور ومدى قدرتها على التكاثر والتكيف مع الطبيعة، كما يقوم النادي أيضا بمراقبة الفروخ بعد تكاثرها لتحجيلها من أجل منع طرحها مرة أخرى. فيما يتضمن البرنامج إلى جانب الإطلاق المحلي للصقور المستوطنة محليًا، مرحلة الإطلاق الخارجي، ويتم فيها جمع الصقور المهاجرة الموجودة داخل المملكة، لإعادة تأهيلها وإطلاقها في بيئتها الخارجية بآسيا الوسطى، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المنظمات والجهات الدولية ذات الاختصاص؛ وذلك سعيا للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية وتوازنها، على مستوى المملكة والعالم أجمع.