شهدت محافظة العُلا في السنوات الأخيرة قفزة نوعية على الصعيد التنموي والسياحي، لتصبح عروس الجبال وجهة سياحية عالمية خلال فترة زمنية قصيرة، واستقرأت الهيئة العامة للطيران المدني مستقبل هذه المحافظة السياحية، ووضعت اللبنات الأولى في تطوير وصناعة السياحة في المحافظة عبر إنشاء مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي أسهم في دفع عجلة التنمية السياحية بها. واحتضنت العُلا أمس الدورة 41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووصل إلى المطار قادة دول المجلس في قمة تاريخية كان عنوانها قمة المحبة والإخاء، وهو ما يرمز إليه الاسم القديم لمدينة العُلا, حيث كانت تٌعرف في عصور ما قبل الميلاد - وفق بعض المصادر التاريخية - باسم "ددن" التي تعني الود والحب والسلام، وقد أتت الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظة الله - لعقد القمة في العُلا لتمثل حدثاً تاريخياً وسياسياً وثقافياً مهما في تاريخ مدينة من أعرق وأقدم المدن العربية. وحظيت العُلا باهتمام مباشر من سمو ولي العهد نظير ما تتمتع به المحافظة من كنوز أثرية وتاريخية وسياحية وحضارية وثقافية ترجمها إنشاء "الهيئة الملكية للعُلا" وإطلاق "رؤية العُلا" في تأكيد للرعاية والاهتمام بهذه المحافظة الغنية بمواردها مايجعلها رافداً للاقتصاد الوطني ونافذة حضارية لوطننا الأشم، خاصةً بعد أن تم تسجيل آثارها كأول موقع وطني على لائحة التراث العالمي في اليونسكو. وتعّد محافظة العُلا شمال شرق المملكة ملتقى الحضارات والشعوب والثقافات منذ آلاف السنين، حيث تشكل أيقونة فريدة من نوعها في شبه الجزيرة العربية وتعد متحفاً أثرياً مفتوحاً قلّ نظيره في العالم، وشهدت هذه المدينة الضاربة في عبق التاريخ قصصاً لممالك وحضارات إنسانية قديمة وعظمية، وها هي جمعت أبناء مجلس التعاون الخليجي في قمة هدفها تعزيز العمل المشترك، وتوسيع التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في المجالات كافة تحقيقًا لتطلعات مواطني دول المجلس وآمالهم. وشهد يوم 31 أكتوبر 2011 م حدثا مهماً لمحافظة العُلا حيث حطت أول طائرة من نوع "امبراير"، قادمة من مطار الملك خالد الدولي بالرياض معلنة بدء تشغيل المطار الجديد بالعُلا، الذي استخدم في بنائه مواد محلية تنسجم مع بيئة العُلا الخلابة وإرثها العريق، كما جرى بالمطار العديد من التحديثات التي تهدف إلى تحسين تجربة المسافر بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا والتي تم الانتهاء منها في منتصف عام 2020 م، ليستوعب المطار 400 ألف مسافر سنوياً، وبمساحه إجمالية تبلغ (2.4) مليون متر مربع ويقع مطار الأمير عبد المجيد على بعد 25 كلم جنوب شرقي وسط مدينة العُلا، كما يبعد عن موقع الحجر حوالي 50 كلم. وقامت الهيئة العامة للطيران المدني بتسخير الإمكانيات كافة والمساهمة في تسهيل جميع الإجراءات خلال انعقاد الدورة 41 لمجلس التعاون، حيث علمت الهيئة على بناء صالة تنفيذية مستوحاة من بيئة العُلا مزود بها أحدث التقنيات والاحتياجات تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتهيئة الصالة الرئيسية من خلال إعادة تصميمها بما يتناسب مع بيئة العُلا وزيادة الطاقة الاستيعابية، بالإضافة إلى زيادة إمكانيات ساحة طيران مطار العُلا ليصبح ضمن أكبر 10 مطارات بالمملكة، علاوة على تنفيذ مواقف طائرات إضافية بمساحة 49 ألف متر مربع لتتسع إلى 15 طائرة تجارية في وقت واحد، وتنفيذ ممرات للطائرات بمساحة 181 ألف متر مربع لتسهيل انسيابية حركتها داخل الساحة وتوجيهها بكل يسر وسهولة، كما تمت إضافة ممرين ربط للدخول والخروج من المدرج لتصبح ثلاث ممرات، وتجهيز جميع مواقف الطائرات بأنظمة الإرشاد الإلكتروني للطائرات ( marshalling ) VDG.