دعت جامعة الدول العربية إلى بذل الجهود ووضع خطوط عريضة من شأنها النهوض بقطاع السياحة العربي والبحث عن الحلول العملية القابلة للتنفيذ، التي تسهم في عودة تدفق السياحة العربية البينية والعالمية الوافدة وجذبها إلى المنطقة العربية. جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس القطاع الاقتصادي بجامعة الدول العربية السفير كمال حسن علي أمام الجلسة الافتتاحية للدورة (23) للمجلس الوزاري العربي للسياحة التي انطلقت أعمالها اليوم "افتراضيا" في العاصمة البحرينية المنامة برئاسة وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد بن راشد الزياني، ومشاركة وزراء السياحة في الدول العربية ومن يمثلونهم ومديري المنظمات والاتحادات العربية. وأوضح السفير كمال أن جدول أعمال الاجتماع تضمن حزمة من الموضوعات البارزة لاسيما آفاق صناعة السياحة فيما بعد كورونا المستجد "كوفيد-19"، لأنه يمثل أهم الركائز الأساسية الداعمة للاقتصادات العربية والدولية، وهي وسيلة اتصال عملية للربط بين الشعوب والتعرف على قيمها وعاداتها، رغم التحديات الجمة التي يشهدها دول العالم نتيجة انتشار هذا الوباء الذي يعرقل النهوض بهذا القطاع وفقاً للتقرير الصادر عن منظمة السياحة العالمية في هذا الشأن. وأضاف أن من أهم الموضوعات المطروحة على الاجتماع التأكيد على المسؤولية العربية والإسلامية الجماعية تجاه القدس، ودعوة المنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني إلى توفير التمويل اللازم لتطوير الصناعة السياحية الفلسطينية وتسويقها في مختلف الدول العربية والإسلامية وجذب الاستثمارات إليها في هذا القطاع. ونوه الأمين العام المساعد بأن جدول الأعمال سيناقش مقترح عقد مؤتمر وزاري سياحي عربي – صيني، وإنشاء آلية للتعاون العربي الصيني في مجال السياحة تهدف إلى فتح آفاق جديدة لتنمية هذا القطاع والدفع بآلية عربية – صينية مشتركة لجذب الاستثمارات الصينية في المجال السياحي للدول العربية. وأكد أن برنامج تدريب الكوادر البشرية في القطاع السياحي بالدول العربية من بين الموضوعات المهمة المدرجة على جدول الأعمال لتنمية وتطوير وتدريب العاملين في هذا القطاع، انطلاقا من رؤيته وأهدافه بأن من أهم عوامل تنمية وتطوير هذه الصناعة الكبرى هو صقل خبرات وتدريب وتأهيل العنصر البشري، ليكونوا قادرين على قيادة قاطرة تنمية العوائد الاقتصادية ببلدانهم، انطلاقاً من توصيات فريق إدارة الأزمات بالمنظمة العربية للسياحة التي اعتمدها المجلس الوزاري العربي للسياحة في جلسته الطارئة في شهر يونيو الماضي. ووجه السفير كمال في كلمته الشكر والتقدير إلى وزارة السياحة بالمملكة العربية السعودية على الدعوة السابقة لعقد الاجتماع الطارئ حول كيفية اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي جائحة كورونا، وما صدر عنها من بيان ختامي مهم تناول سبل التعاون بين الدول العربية الأعضاء لتنسيق الجهود ورفع قيود السفر على عدة مراحل، والأخذ في الحسبان الاحتياطات اللازمة للمساعدة في تخفيف الآثار السلبية لهذه الجائحة، إلى جانب ضمان صحة وسلامة العاملين في قطاع السياحة والسفر، وآلية توفير بيئة سفر آمنة تساعد على إعادة بناء الثقة لدى السائح، وتشجيع السياحة الداخلية في الدول العربية، وأهمية تعزيز التعاون مع القطاع الخاص للحد من آثار الضرر في قطاع السياحة والسفر والمحافظة على الوظائف في هذا القطاع وتطوير وتدريب الكفاءات العاملة فيه، وتقدّم بالتهنئة إلى المملكة لاختيار "الرياض" لفتح أول مكتب إقليمي لمنظمة السياحة العالمية. كما وجه الشكر والتقدير إلى أعضاء فريق إدارة الأزمات والمنظمة العربية للسياحة والمنظمة العربية للطيران المدني، والاتحاد العربي للنقل الجوي، على جهودهم المثمرة والمقدرة في متابعة آثار جائحة كورونا على قطاعي السياحة والسفر وعلى التقارير الدورية التفصيلية والتحليلية والتوصيات للبحث في إيجاد حلول لتخطي آثار الجائحة منذ بدايتها وخلال المرحلة الحالية وكيفية مواجهة آثارها مستقبلاً.