أكّد وزير الشؤون الخارجية التونسي والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، حرص بلاده، على الإسهامِ الفاعلِ في الجهود الجماعية لتوطيد مقوّمات السّلم والأمن الدوليين، وتكريس الدبلوماسية الوقائية، ودفع مسارات التسوية السياسية للأزمات والنزاعات، وتخفيف حدّة المآسي الإنسانية، ودعم الجهود الدولية في مواجهة مختلف التحدّيات القائمة والمخاطر المحدقة بشعوب العالم. واستعرض الجرندي، في كلمة تونس التي ألقاها، اليوم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين، عبر تقنية الفيديو، موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية العادلة، باعتبارها أولوية ملحّة، والمدخلَ الرئيسيَ لإعادة الأمن والسلم إلى المنطقة والعالم. من ناحية أخرى، أكد الوزير التونسي إلتزام بلاده الثابت بمواصلة بذل قصارى جهدها لمساعدة الليبيين على التوصّل إلى تسوية سياسية شاملة عن طريق حوار ليبي - ليبي جامع تحت رعاية الأمم المتّحدة. وجدد ترحيب تونس باتفاق وقف إطلاق النار الأخير في ليبيا، مؤكّدا في نفس الوقت على خطورة الخيارات العسكرية والتدخلات الأجنبية، التي لا تزيد إلا في تعقيد الأزمة وتعميق معاناة الشعب اللّيبي، وتهدّد الأمن والاستقرار في ليبيا وكامل المنطقة. وعلى الصعيد الأفريقي، جدّد عثمان الجرندي دعم تونس لمبادرة وقف المعارك المسلحة في إفريقيا باعتبارها مسارا متواصلا يتطلب المزيد من الدعم الدولي حتى تصبح القارة الأفريقية خالية من النزاعات، وتتمكّن شعوبها من التفرغ إلى البناء والإعمار والتطوير. ولفت بشان انتشار وباء كوفيد 19 إلى الحاجة الملحّة لتعزيز التعاون الدولي والتضامن الإنساني، وتفعيل العمل متعدّد الأطراف بشكل أكثر نجاعة، لتطويق تأثيرات الوباء. من جهة أخرى نبّه الوزير التونسي من تفاقم التطرف العنيف والإرهاب، رغم التقدّم الهام الذي تحقّق في محاربته بفضل تضافر الجهود المبذولة وطنيا وإقليميا ودوليّا، مؤكدا حتمية مضاعفة المجموعة الدولية جهودها على كافّة المستويات، وتطوير التعاون، للتصدّي لمخطّطات التنظيمات الإرهابية والتيارات المتطرّفة، وتحصين المجتمعات من تأثيراتها، ولا سيّما فئة الشباب.