كشف الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الدكتور خالد العبدالقادر عن توجه إضافي لقطاع البيئة ممثلا في المركز الذي يناط به الاختصاص في تنمية الغطاء النباتي في المملكة ولجميع البيئات النباتية ومنها التوجه نحو بيئة السبخات الملحية المنتشرة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، وكذلك السبخات الداخلية في المنطقة الشمالية والقصيم والربع الخالي وغيرها من مناطق ، وذلك بتنمية الغطاء النباتي الخاص بتلك السبخات بالنباتات المحلية التي تنمو طبيعيا في السبخات، أو استزراع نباتات أخرى تتأقلم مع طبيعة تلك السبخات الملحية. وبين العبدالقادر أن وزارة البيئة والمياه والزراعة وقعت سابقا مذكرة تفاهم مع عدد من الجامعات السعودية والجمعيات البيئية وبعض الجهات الإقليمية والعالمية بهدف التعاون العلمي والفني ، ومن ذلك إجراء مسوحات للسبخات الساحلية والداخلية، وتحديد خصائصها، وإجراء الدراسات والتجارب التطبيقية على أنواع من النباتات الملحية المتأقلمة مع الظروف المناخية السائدة ، ولتوطين وتطوير أنظمة الزراعة الملحية بشقيها المحصولي والحراجي من أجل المساهمة في المحافظة على استدامة النظام البيئي والزراعي وتوفير المزيد من فرص تحقيق الأمن البيئي والأمن الغذائي في المملكة. وقال العبدالقادر "على المستوى العالمي يوجد حوالي 2000 نوع من النباتات الملحية، منها أعشاب وأشجار وشجيرات مثل أشجار الشورى (المنقروف) والقندل التي تنمو على سواحل المملكة". مشيرا إلى أن هناك العديد من النباتات الملحية التي تسمى علمياً "الهالوفايت" halophyte plant تنمو طبيعياً في السبخات السعودية، وأظهرت خصائص بيئية واقتصادية عالية، ومنها نباتات الساليكورنيا والسويدا والأتربلكس، حيث تنتج البعض منها كتلة حيوية عالية تستخدم طازجة في إنتاج الزيوت النباتية كما أن أوراقها الفتية الغضة ذات مذاق مميز أصبح مكونا للسلطات التي تقدم في المطاعم العالمية، وأما المادة الجافة التي تنتج منها فهي تصلح كعلف واعد للماشية في ظل الطلب المتزايد للأعلاف والبحث عن مصادر بديلة أقل استهلاكاً للمياه في ظل الانخفاض الحاد في المادة العلفية التي توفرها المراعي الطبيعية في المملكة نتيجة للتدهور الذي تعرضت لها تلك المراعي خلال العقود السابقة. وأوضح العبدالقادر أن هناك عدة طرق لإعادة استصلاح الأراضي المتملحة وتحويلها إلى أراضٍ منتجة بطرق عديدة إما بالاستخدام المتكرر لمياه البحر أو مياه الصرف الزراعي أو مياه الصرف الصحي المعالجة أو مياه الآبار المالحة بخلطها بنسب محددة أو بالتناوب وحسب المرحلة العمرية للنباتات المستهدفة ، مع ضرورة أن يتم ذلك وفق نظام ري وصرف محكم يمنع زيادة تراكم الأملاح والأيونات السامة في التربة بما ينعكس سلباً على إنتاجيتها. ويمكن استثمار الأجزاء المناسبة من السبخات وتحويلها لأراض منتجة واستزراعها بالعديد من النباتات المحلية الملائمة أو نباتات المحاصيل الزراعية المحلية المهمة المتحملة للملوحة وللاحتياجات المائية المنخفضة بنفس الوقت مثل الذرة البيضاء والدخن ودوار الشمس والقرطم وبعض أجناس النخيل، إظافةً إلى الشجيرات العلفية ذات القيمة الغذائية العالية والمتحملة للملوحة والجفاف، مثل الروثة والفرس والضمران والرغل والقطف، إظافة للأشجار المحلية المتحملة للملوحة التي يمكن استخدامها للتشجير البيئي في محيط السبخات المالحة كالأثل، الطرفا، الغاف الخليجي وبعض أجناس أشجار الأكاسيا .