الفرنسيون يدعونها "براعم البحر" والانكليز يسمونها "عُرف البحر" والسعوديون يطلقون عليها اسم "الخريزه"، لكنها كانت مجرد "العشبة المفضلة" بالنسبة للرئيس الأميركي جورج واشنطن، واختارتها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية لصبيحة عرس ابنها الأمير تشارلز والليدي ديانا. هذه النبذة التاريخية تتصدر كراساً صغيراً أعدته شركة "بحار" السعودية للترويج لنبتة ساليكورنيا التي تروى بماء البحر. تتضمن الوصفات طريقة استخدام براعم ساليكورنيا لعمل سمبوسك ومتبل وسلطة ومخلل وغيرها من الأكلات العربية التقليدية. كنز خفي وذكر الدكتور علي محمود مقبول، مدير عام شركة "بحار" التي تزرعها أن براعم "ساليكورنيا" تعتبر من أكلات "إكزوتيك"، أي الغرائبية التي تقبل عليها الفئات المترفة. وتذهب معظم صادرات السعودية من براعم "ساليكورنيا" الى فرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا وبلدان الشرق الأقصى. ويبلغ حجم الصادرات 40 طناً سنوياً، وتباع بسعر 6 دولارات للكيلوغرام الواحد، لكن أسعارها للمستلهكين قد تبلغ في بعض البلدان 100 دولار لكل 40 غرام. ونبتة الساليكورنيا نموذج للثروات المجهولة والكنوز الخفية في النباتات البرية للمنطقة العربية. وذكر الدكتور علي الجلعود مدير "معهد الموارد الطبيعية والبيئة" في "مدينة الملك عبدالعزيز" ل "الحياة" أن الساليكورنيا من أنواع النباتات الملحية التي يطلق عليها اسم "الهالوفايت". وينمو نوع محلي منها يطلق عليه بالعربية اسم "الخريزه" في سواحل المنطقة الشرقية في السعودية والمستنقعات الملحية جنوبالعراق ومناطق اخرى من شبه الجزيرة العربية. وفي عام 1978جرى تطوير نوع تجاري من النبتة البرية في جامعة أريزونا في الولاياتالمتحدة يتميز إنتاجه ببذور زيتية اطلق عليه اسم "ساليكورنيا". وبعد سنوات عدة من التجارب في المكسيك وإجراء المزيد من التلاقح والتمازج بين الأنواع المختلفة بهدف استنباط نوع أفضل انتاجية تم التوصل الى نوع يعرف ب SOS-10 وهو الذي يزرع في رأس الزور. ساهمت في تطوير الساليكورنيا الشركة السعودية لانتاج الزيوت النباتية "صافولا" المهتمة بإيجاد بدائل زراعية كمصدر للزيوت في المملكة. كما لقي المشروع داخل السعودية اهتمام مشروع الأبحاث في مدينة الجبيل الصناعية الذي اسس في عام 1991 وعرف بتقويماته التقنية الناجحة. خبز وزيت وذكر الدكتور عادل أحمد بشناق رئيس مجلس ادارة شركة "بحار" التي تشرف على المشروع أن نبتة الساليكورنيا مصدر منتجات عدة. فهي تستخدم كخضروات، وتستخرج من بذورها زيوت مختلفة غذائية وصناعية، وتضاف بقايا عصر البذور الى غذاء الحيوانات والدواجن فيما تستخدم السيقان والأوراق كعلف لتغذية الحيوانات. وقال الدكتور بشناق ل "الحياة" ان تنوع منتجات محصول الساليكورنيا يقدم فرصا واسعة وفي مجالات متعددة تمتد من استخدام البذور كدقيق في انتاج الخبز والمعجنات وحتى انتاج الوقود والخشب المضغوط والورق من سيقانها. وتضع "بحار" خططا شاملة لتوسيع أسواق زيت بذور الساليكورنيا الذي يماثل في التركيب والنوعية زيت دوار الشمس. ويمكن تطوير هذا الزيت العالي الجودة بغرض استخدامه في صناعة مستحضرات التجميل والمنتجات الطبية، إضافة الى إنتاج زيوت التشحيم