عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- اليوم المنتدى الدولي الافتراضي "اللغة العربية للناطقين بغيرها بعد جائحة كورونا"، في موضوع " تجديد الإستراتيجيات وتطوير الوسائل والمنهجيات"، بمشاركة عدد من كبار مسؤولي الهيئات والمراكز الإقليمية والدولية المتخصصة، ونخبة من مسؤولي الكليات والأقسام الجامعية والمراكز التربوية والثقافية من المملكة العربية السعودية والسودان وأوزبكستان ومالي وبنين والصين وإندونيسيا وبروناي وفرنسا وبريطانيا وصربيا والولايات المتحدةالأمريكية والهند وفيتنام والبرازيل. وطالب المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- الدكتور سالم بن محمد المالك خلال الملتقى المؤسسات المتخصصة والمعنية بقضايا اللغة العربية ببذل كل الجهد من أجل تمكين اللغة العربية في محيطها الإسلامي وعلى الصعيد الدولي والنهوض بها كلٌّ من موقعه، في ظل وضع دولي مقبل على تحولات مصيرية بعد جائحة كورونا. وحذر المالكي من أن العالم يفقد سنويا 25 لغة بشرية، و90% من اللغات آيلة إلى الانقراض بفعل عوامل متعددة، أبرزها ميل الناشئة إلى استخدام اللغات العالمية الأكثر تداولا والأكثر جلبا للمنافع والأسرع إلى التعبير عن الابتكارات، وعدم مواكبة الكثير من اللغات للتحولات الرقمية والحوسبة، وعدم اجتذاب اللغات لمتعلمين جدد من الناطقين بغيرها. وأضاف أن الإيسيسكو -التي طالما دعت إلى تسريع التأهيل الرقمي للمنظومات التربوية- انتقلت من معالجة الانعكاسات السلبية للجائحة إلى استثمار ما تمخض عنها من فرص هائلة للانتقال إلى مدرسة المستقبل، وتوسعت المنظمة في استخدام أكبر عدد ممكن من اللغات العالمية واسعة الانتشار واللغات المحلية في أفريقيا لنشر الوعي الصحي وتأمين التبادل السريع للمعلومات. وذكر المدير العام للإيسيسكو بعضا من توجهات المنظمة في مجال تمكين اللغة العربية، ومن ضمنها الانفتاح بها على الجميع مسلمين وغير مسلمين، بمضامين متنوعة تعزز الحوار والتعارف بين الشعوب وتراعي مقاصد الدارسين، والتطوير المستمر لمناهج تعليمها للناطقين بغيرها وتنويع الموارد والأدوات والخدمات، وتسريع انخراط القائمين على تعليمها في الإنتاج والنشر الرقميين لموادها التعليمية، إضافة الى دعم اللغات المكتوبة بالحرف العربي في أفريقيا وآسيا وحوسبتها، واعتماد مقاربة استشرافية تأخذ في الحسبان الأدوار المستقبلية للذكاء الاصطناعي في تعليم اللغات والتحولات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في الخارطة العالمية للغات. وناقش المشاركون في هذه الدورة موضوعات: "العمل الإقليمي والدولي في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها: التحديات والفرص"، و"الأدوار القيادية للمؤسسات الجامعية في بناء القدرات الوطنية"، و"استثمار الثورة الاتصالية والرقمية في خدمة اللغة العربية ونشرها"، و"آفاق تعليم اللغة العربية ونشرها في العالم". ويهدف الملتقى إلى استخلاص أبرز الدروس من انعكاسات الجائحة على مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها، واستعراض أولويّات العمل المستقبلي والخيارات الإستراتيجية المناسبة للارتقاء بجودة هذا التعليم وتحسين مخرجاته وتعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيديْن الإسلامي والدولي في المرحلة القادمة.