أتاح مهرجان البن بجازان من خلال نسخه الست السابقة أفقاً أوسع أمام أهالي المحافظة والأخرى بالقطاع الجبلي والمستثمرين من داخل المنطقة وخارجها, للتوسع في زراعة شجرة البن والاستثمار في منتجها ذي الجودة العالية،فيما يتجدد الموعد مساء غدٍ الخميس مع انطلاقة النسخة السابعة بمحافظة الداير بني مالك . وانطلاقاً من أهمية شجرة "البن" سعت وزارة البيئة المياه والزراعة, بخطى حثيثة نحو الاستفادة منها في إيجاد بيئة اقتصادية تسهم في تنويع مصادر الدخل لدى سكان المحافظات الجبلية وتحقيق استدامته في ظل ما يشهده العالم من تغيرات وتحديات على الأصعدة كافة، من خلال العمل على تطوير برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة في المملكة، وانطلاقاً من "رؤية 2030"، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة، ورفع الكفاءة والاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية الزراعية والمائية المتجددة, والميز النسبية في المناطق المختلفة حسب الموارد الطبيعية والإمكانات الزراعية وعدد السكان. ويستهدف البرنامج الذي تبنته الوزارة عدداً من القطاعات الواعدة ذات الميزة النسبية للمنتجين الزراعيين، من خلال إطلاق ثمانية برنامج فرعية لكل قطاع منها تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق "البن العربي" للوصول إلى رفع الكفاءة الإنتاجية لمحصول البن ليصل إلى سبعة آلاف طن سنوياً بنهاية 2025م. وشكل البن، ميزة نسبية فريدة للمنطقة، حيث ينتشر في جميع المحافظات الجبلية "الدائر ، وهروب ، والعارضة ، وفيفا ، والعيدابي ، والريث"، مايزيد عن 200 ألف شجرة بن مثمرة. ووقفت وكالة الأنباء السعودية على الاستعدادات النهائية لإطلاق المهرجان في نسخته السابعة، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان،إذ أكد محافظ الداير نايف بن ناصر بن لبدة في تصريح له بهذه المناسبة، أن زراعة البن بالمحافظة تشهد تزايد ملحوظ وبنسب تجاوز ال 100% خلال العام الحالي مقارنة بالعام السابق ، في حين بلغ إنتاج المحافظة من البن هذا العام بلغ نحو 306 أطنان، مشدداً على أهمية الدور الذي ستقوم به الجمعية التعاونية لمزراعي البن بعد إنشائها وما ستقدمه لهم من دعم ضمن مشروع الاستدامة الريفية. وقال :" إن النسخ السابقة لمهرجان البن حققت نجاحات أسهمت بالتعريف بما تمتلكه المنطقة في مجال زراعة البن وغيرها من الفرص الاستثمارية في المجال الزراعي ومختلف المجالات، مضيفاً أن مهرجان البن في عامه الحالي سيشتمل على أكثر من 25 فعالية من أبرزها جائزة "الأمير محمد بن عبدالعزيز - للمزرعة النموذجية "، وشارع البن ، والشارع التفاعلي ، وسينما البن ، والمتجر الالكتروني ، إضافة إلى الفعاليات المكررة التي شهدتها النسخ السابقة مثل معرض المزارعين ومعرض الفنون التشكيلية والصور الفوتغرافية ومعرض الأسر المنتجة وتدريب لمزارعي البن في مجال الزراعة والحصاد والتجفيف وتسويق منتجاتهم " . من جهته أكد مدير مهرجان البن السابع بمحافظة الداير مفرح بن مسعود المالكي، جاهزية جميع الجهات المشاركة للمشاركة في المهرجان، لافتاً الانتباه إلى أن هذه النسخة من المهرجان ستكون نسخة مختلفة من حيث المضمون والفعاليات لما لمس الجميع من أثر جميل للمهرجان السابق، حيث تضاعف عدد المزراعين بنسبة 34 %وزادت كمية الإنتاج عن العام المنصرم بنسبة 48 %، ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج في السنة القادمة بنسبة تصل إلى 70 % مع بدء الأشجار غير المثمرة في هذا العام بطرح ثمارها في العام القادم. وأرجع الزيادة إلى اهتمام المزارعين ورغبتهم في استصلاح مدرجاتهم الزراعية والمساهمة في الاقتصاد الوطني، كذلك إلى النتائج الإيجابية للمهرجان في نسخه السابقة، منوهاً بمبادرة شركة "أرامكو" السعودية الشريك الاستراتيجي للمهرجان في دعم المزراعين وتحفيزهم, وبين أن الجهود ماضية للوصول إلى زراعة مليون شجرة بحلول 2030، داعياً الجميع لزيارة المهرجان السابع والاطلاع على محافظة الداير التي تنفرد بكثرة الحصون والقلاع التاريخية والاستمتاع بأجمل الأوقات في مزارع البن بالمحافظة. وتحدث المزارع فرح المالكي، عن عشق متوارث لشجرة البن ومحصولها وغرس حبها في قلوب الأبناء جيلاً بعد جيل، معبراً عن فخره بالشهرة التي حظي بها "بن الداير" نظراً لجودته العالية، مشيراً إلى عودة أهالي المحافظة لاستصلاح مدرجاتهم والاهتمام بزارعة البن للعائد الاقتصادي ووفرة الطلب، حيث أصبح مصدراً قوياً لدخل المزارعين في الداير وبقية المحافظات الجبلية بمنطقة جازان. وتسعى محافظة الداير، التي تقع إلى الشرق من مدينة جيزان بمسافة 120 كيلومتراً ويسكنها أكثر من 100 ألف نسمة ويتبعها سبعة مراكز إدارية هي الحشر، وآل زيدان، ودفا، وعثوان، والسلف، والجانبة، والشجعة، إلى استثمار إمكاناتها السياحية والاقتصادية، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات البلدية بالمحافظة. ووفقاً لرئيس بلدية المحافظة المهندس عبدالمجيد بن علي مذكور، فإن البلدية تنفذ حاليًا حزمة من المشروعات التي تشمل إنشاء مكاتب خدمات للمراكز التابعة بتكلفة تقارب 2000000 ريال ، وكذلك أربعة مشروعات سفلتة ، وأرصفة ، وإنارة ، بتكلفة تزيد على 24000000 ريال ، علاوة على مشروعات درء أخطار السيول بتكلفة تزيد على 1300000 ، ومشروع دراسة وإشراف لمشاريع بلدية الداير بتكلفة تزيد على 1300000 ريال ، إلى جانب مشروعات مبادرة المباني بتكلفة تقارب 6000000 ومبادرة " أنسنة المدن " من حدائق ومسطحات خضراء وممرات مشاة بتكلفة تقارب 700000. وأفاد أن البلدية تسلمت مؤخراً بعد انتهاء المقاولين من تنفيذها مشروعات منها إنشاء حدائق وساحات وممرات مشاه بتكلفة قاربت 5000000 ريال، ودرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار بتكلفة 22000000 ريال.