افتتحت اليوم بالعاصمة المغربية الرباط أعمال الدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية، تنعقد على مدى يومين بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى وخبراء وباحثين في شأن حوار الحضارات والثقافات من المغرب والصين والدول العربية، والبعثات الدبلوماسية العربية المعتمدة بالمغرب. وتأتي هذه الدورة لتؤكد على عمق الروابط الثقافية والحضارية الوثيقة بين الجانبين العربي والصيني على امتداد التاريخ، والمساهمات الجليلة المشتركة لكل منهما في تقدم الحضارات البشرية وما ينبثق عنها من الصداقة العميقة بينهما. وفي الجلسة الافتتاحية للندوة أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة في كلمته أن الشراكة العربية- الصينية تعد من أنجح أشكال التعاون التي تربط الدول العربية بالتجمعات والمنظمات والدول الفاعلة على المستوى المحلي والدولي. وأوضح بوريطة أن هذا اللقاء يسعى إلى إطلاق مبادرات جديدة في أفق الرقي بمستوى التعاون والشراكة بين الطرفين، وذلك بغية تعزيز المكتسبات المشتركة وإشاعة ثقافة التعددية الحضارية والثقافية. من جانبه أبرز رئيس الوفد الصيني المبعوث الخاص للحكومة الصينية لشؤون الشرق الأوسط زهاي جون أن العلاقات التي تجمع بين الصين وبلدان العالم العربي تعد مثالًا في متانة أواصر التواصل الحضاري، مشددًا على ضرورة تدعيم جسور التواصل بين العالم العربي والصين، وتوحيد الجهود في عدة مجالات من قبيل مكافحة الإرهاب، وتعزيز تبادل الخبرات في مجال الحكامة والتدبير الإداري. وتضم الندوة خمس جلسات تتناول عدة مواضيع، من قبيل "مقومات الرأسمال المادي واللامادي في الفضاء العربي- الصيني"، واستلهام نظريات التعددية الثقافية لتدبير واقع التنوع الثقافي، ودور وسائل الاتصال التقليدية والثورة المعلوماتية الحديثة في نشر المعرفة الدينية ومكافحة التطرف والكراهية. ومن المنتظر أن تخلص مناقشات المشاركين من دول أعضاء في الجامعة العربية والصين إلى استصدار توصيات عملية تساعد على تعزيز ثقافة السلام في جميع أنحاء العالم، وكذا تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني، في نطاق إستراتيجية متوسطة وطويلة الأمد.