تستضيف السعودية الندوة الثانية للحوار بين الحضارتين العربية والصينية في مدينة الرياض في الفترة الممتدة من الاول حتى الثالث من كانون الأول ديسمبر المقبل. وتتناول جلسات الندوة التي تستمر ثلاثة أيام، مختلف جوانب العلاقات العربية - الصينية الثقافية التاريخية والمعاصرة، وسبل تفعيل التعاون الثقافي والفكري والاجتماعي بين الجانبين، ليكون هذا التعاون مواكباً للمستوى الذي وصل إليه التعاون السياسي والاقتصادي بين العالم العربي والصين. ويشارك في الندوة التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام أكثر من 80 مسؤولاً ومفكراً وباحثاً بارزاً من الدول العربية والصين والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومجلس السفراء العرب في بكين. وتناقش هذه الندوة ست أوراق عمل أعدها مثقفون عرب وصينيون تتطرق إلى تشخيص واقع التعاون الثقافي العربي - الصيني، وسبل التعامل مع التحديات التي تفرضها العولمة، وكيفية تفعيل الرغبة المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية والصينية في العالم العربي والصين. ويأتي عقد الندوة استكمالاً لما طُرح خلال الندوة الأولى التي عقدت في العاصمة الصينية قبل عامين، وجرى خلالها استقصاء تاريخ العلاقات الثقافية المشتركة بين الصين والعالم العربي، وستركز جلسات الندوة التي تستضيفها المملكة على مستقبل هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة. وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الخارجي الدكتور عبدالعزيز بن سلمة في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية واس أن استضافة المملكة للندوة تأتي استجابة لقرار القمة العربية الرقم 19 التي عقدت في الرياض مطلع هذا العام. وتضمن هذا القرار الحرص على تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية مع الصين وتفعيل دور منتدى التعاون العربي - الصيني. وأشار الدكتور ابن سلمة إلى أن هذا القرار نص على الترحيب باستضافة المملكة لهذه الندوة في الرياض، بناءً على دعوة كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية كُلفت الإعداد لها وتنظيمها، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وتابع أن وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني وجه بتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية والتنظيمية لضمان حسن الإعداد لهذه الندوة. وذكر أن الندوة تعد مرحلة مهمة في مسيرة منتدى العلاقات العربية - الصينية الذي أعلن عنه من الجانبين قبل ثلاثة أعوام، وأنها ستسهم في تعميق هذا التعاون، وخصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات الثقافية والتعليم والإعلام والترجمة والنشر، في إطار المبادئ المشتركة التي أعرب الجانبان عن الالتزام بها في بيانات صدرت عن اجتماعات وزارية سابقة. وقال إن الندوة الثانية للحوار بين الحضارتين ستناقش ثلاثة محاور يتضمن أولها تطوير العلاقات الثقافية العربية - الصينية، وتعزيز بناء آليات منتدى التعاون الصيني - العربي. كما يركز المحور الثاني على تفعيل دور الحضارتين العربية والصينية في التعامل مع التحديات الناتجة من العولمة، وفي تعزيز مفهوم حوار الحضارات وبناء عالم متناغم، فيما يتناول المحور الأخير سبل تفعيل دور التعليم والإعلام والثقافة والترجمة في دفع الحوار بين الحضارتين العربية والصينية وتعزيز التفاهم بينهما. وسيتم ذلك من خلال مناقشة ست أوراق عمل أعدها علماء ومثقفون وباحثون من الجانبين العربي والصيني. وأكد أن هذه الندوة ستسهم في تعزيز العلاقات الثقافية العربية - الصينية، نظراً إلى اهتمام كبير تلقاه من الجانبين العربي والصيني، ومن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمؤسسات الثقافية الكبرى في العالم العربي والصين. كما يُنتظر أن تشكل الندوة لجنة متابعة لما توصلت إليه من توصيات في الندوة الأولى التي عقدت في بكين في كانون الأول ديسمبر عام 2005، وفي ندوة الرياض. وأوضح أن كثيراً من المفكرين والباحثين العرب والصينيين سيشاركون في أعمالها للمرة الأولى، وسيسهمون في جلساتها. وذكّر ابن سلمة بقواسم مشتركة بين هاتين الحضارتين العريقتين، مثل احترام تنوع الحضارات والتعايش والتكامل بينهما، والتزام المساواة والاحترام، والاستفادة المتبادلة من الحوار الحضاري، والتزام روح الانفتاح والتسامح والتكامل.