تعمل المضادات الحيوية على تعطيل الوظائف الفاعلة في سلالات البكتيريا الضارة، لتقضي عليها تمامًا, أو توقفها عن العمل والتكاثر بشكل طبيعي، لتساعد الجهاز المناعي في مواجهة العدوى والالتهاب. وتنقسم المضادات الحيوية إلى نوعين وتعمل بطرق مختلفة، الأولى: تستهدف شريحة واسعة من السلالات البكتيرية، والثانية: أنواع معينة من السلالات البكتيرية المسببة للأمراض، ولذلك فإن اختيار نوعية المضاد تتوقف على الطبيب المعالج تبعًا للسلالة البكتيرية المسببة للالتهاب أو العدوى، وأحيانًا قد يُجري الطبيب بعض الفحوصات لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه أنواع محددة من المضادات الحيوية. وخصصت منظمة الصحة العالمية الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في الفترة 18-24 نوفمبر سنويًا، لتشجيع المجتمع على مكافحة تفاقم ظاهرة حالات المقاومة لتلك المضادات، حيث تشكل مقاومة المضادات الحيوية تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة، والتنمية البشرية عالميًّا مما يعوق القدرة على علاج الأمراض المعدية، فالمضادات الحيوية أدوات مهمة لعلاج عدد من العدوى الشائعة، حيث تساعد وصفة الاستخدام في الحفاظ على الصحة. وأوضح استشاري العلاج المركز بمستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل الدكتور مصطفى عادل خير الدين في حديثه ل "واس"، أن المضادات الحيوية تُعطى عادةً للقضاء على بكتيريا معينة مسببة للمرض في جسم الإنسان، لذلك يجب التنبه على أن هنالك بكتيريا نافعة تعيش في جسم الإنسان، فاختيار مضاد حيوي غير مناسب، أو على سبيل المثال عدم الالتزام بتعليمات الطبيب بالجرعات العلاجية قد يؤدي إلى خلل في تواجد البكتيريا النافعة في جسم الإنسان، مما يسبب مقاومة الجسم للمضادات الحيوية وتعد من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية. وأشار إلى أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، يعزز من مقاومة الجسم للأمراض ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من ثلث إلى نصف استخدامات المضادات الحيوية غير ضروري وغير مناسب، كعلاج إصابات البرد والإنفلونزا والالتهاب الرئوي ومعظم أنواع السعال، وبعض أنواع الجيوب الأنفية، كون المضادات الحيوية تعالج العدوى البكتيرية وليس الفيروسية كما هو شائع. وأفاد استشاري العلاج المركز بمستشفى الإمام عبد الرحمن الفيصل، أن تناول المضاد الحيوي في الحالات السابقة وغيرها من الأمراض الفيروسية لن يساعد المريض على التحسن، وقد يتسبب بآثار جانبية غير ضرورية، إضافةً لكونه يعزز من مقاومة الجسم للمضادات الحيوية، نظرًا لكونه يتسبب بمهاجمة البكتيريا المفيدة في الجسم، مما يخلق فرصة لإحداث ضرر فيها لتحل محلها بكتيريا ضارة. وأكد أنه من الأخطاء التي يقع فيها الأغلب، التوقف عن تناول المضادات الحيوية فور الشعور بتحسن، وهذا الأمر يعزز انتشار خصائص مقاومة الجسم لها، مما يتسبب بتبعات أخرى للمريض منها اشتداد المرض لاحقاً، وطول فترة التعافي، لذا لابد من الحرص على استخدام المضادات الحيوية وفق تعليمات الطبيب الموصى بها بدقة وحرص.