دخلت التظاهرات الشعبية الواسعة في بغداد ومحافظات وسط وجنوب العراق اليوم يومها السابع عشر, فيما ارتفعت حصيلة الضحايا نتيجة المواجهات المستمرة بين القوات الأمنية وبين المتظاهرين, لاسيما بوسط بغداد وتحديدًا في ساحة التحرير ومقترباتها . وشهدت ساحة التحرير" مركز الاحتجاجات التقليدي في بغداد" صباح اليوم هدوءًا حذرًا بعد ليلة تخللتها مواجهات دامية سقط جراءها العديد من القتلى والجرحى. وتدفق على ساحة التحرير صباح اليوم المزيد من الحشود البشرية بينهم طلاب مدارس وجامعات للمشاركة في الاعتصام المستمر للأسبوع الثالث على التوالي, واستلام المناوبة من المتظاهرين الذين قضوا ليلتهم الفائتة متيقظين. وفي ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير فرضت القوات الأمنية اليوم طوقًا أمنيًا مشددًا على الساحة التي شهدت أمس مناوشات متواصلة مع المتظاهرين, انتهت بدفعهم إلى ساحة التحرير القريبة, في محاولة من الجهات الأمنية على مايبدو لحصر التظاهرات في هذه الساحة, ومنع امتدادها أفقيًا إلى مناطق أخرى من العاصمة العراقية, وعلى إثر ذلك قامت القوات الأمنية بإغلاق ساحة الخلاني المؤدية إلى جسر السنك بالحواجز الكونكريتية لمنع المتظاهرين من الوصول إليها مجددًا. وكانت القوات الأمنية استعادت أمس السبت السيطرة على ثلاثة جسور رئيسية على نهر دجلة في بغداد" السنك والأحرار والشهداء" فيما مازال المتظاهرون يقتسمون السيطرة على جسر الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء مناصفة مع القوات الحكومية. من جانبها أفادت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق في بيان صحفي مقتضب اليوم بارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 300 والجرحى إلى 15 ألفا منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الحالية في بغداد وفي مدن وسط وجنوب العراق مطلع اكتوبر الماضي.