يخوض لاعب وسط المنتخب الفرنسي السابق ألان جيريس محاولته الخامسة للظفر بلقب بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم عندما يقود الإدارة الفنية للمنتخب التونسي المرشح بقوة لتصدر المجموعة الخامسة في نسخة 2019م في مصر من يونيو الحالي إلى يوليو المقبل. وتبقى أفضل نتيجة لجيريس في العرس الكروي للقارة السمراء المركز الثالث مع منتخب مالي عام 2012 في الغابونوغينيا الاستوائية، فيما توقفت محاولته الأولى عام 2010 مع الغابون و2015 مع السنغال و2017 مع مالي عند الدور الأول. وتبدو تونس مرشحة فوق العادة لتصدر المجموعة أمام منتخبات أنغولاوماليوموريتانيا الذي يشارك للمرة الأولى في النهائيات، لكن مشجعي "نسور قرطاج" يأملون أن يذهب منتخب بلادهم إلى أبعد من ذلك. وستحتدم المنافسة بين المنتخبين الأنغولي والمالي على المركز الثاني الذي يضمن لصاحبه التأهل المباشر إلى ثمن النهائي وتفادي الدخول في حسابات المركز الثالث الذي يضمن أربعة من أصحابه في المجموعات الستة للبطولة تخطيَ الدور الأول. أكد جيريس أن المنتخب التونسي لا يضع حدوداً لأهدافه في البطولة التي سيعزز رقمه القياسي فيها بالمشاركة للمرة الرابعة عشرة متوالية. وتوج "نسور قرطاج" أبطالاً مرة واحدة وكانت على أرضهم في عام 2004، وحصلوا على المركز الثاني بخسارتهم أمام جنوب أفريقيا مضيفة نسخة عام 1996، واحتلوا المركز الرابع في نسخة 2000 في نيجيرياوغانا، وخرجوا من ربع النهائي في ست نسخ (1998 و2006 و2008 و2012 و2015 و2017). وقال جيريس في تصريحات سابقة، إن الهدف في البطولة "بلا حدود، مع الطموح لا يمكننا أن نكون محدودين، وأن الطموح هو الذهاب إلى أبعد مدى ممكن في البطولة". قد تفتقر تونس إلى نجم مثل المصري محمد صلاح أو السنغالي ساديو ماني، لكنها تفتخر بوجود فريق من ذوي الخبرة في المعارك الكروية الإفريقية والظروف في مصر تناسبهم، لاسيما بوجود وهبي الخزري وعودة النجم يوسف المساكني بعد غيابه الطويل بسبب إصابة في الركبة التي أبعدته على وجه الخصوص عن مونديال روسيا 2018. وقال اللاعب الفرجاني ساسي "في المشاركة السابقة وصلنا إلى ربع النهائي ونأمل هذه المرة الوصول إلى نصف النهائي ولكن يبقى الهدف الأول هو إحراز كأس إفريقيا، هناك تفاعل داخل الفريق ونأمل في أن يترجم ذلك على الميدان". يعود المنتخب الأنغولي إلى النهائيات بعد فشله في حجز بطاقته للنسختين الأخيرتين في غينيا الاستوائية 2015 والغابون 2017، وهو حسم تأهله للنسخة الحالية في الجولة الأخيرة بفوزه على مضيفته بوتسوانا بهدف وحيد سجله مهاجم سبورتينغ براغا البرتغالي ويلسون إدواردو، واحد من لاعبين عديدين في المنتخب محترفين في البرتغال. وتصدرت أنغولا المجموعة التاسعة برصيد 12 نقطة بفارق المواجهتين المباشرتين أمام موريتانيا، وبفارق 3 نِقَاط أمام بوركينا فاسو، ويمتاز المنتخب الأنغولي الذي يشرف على تدريبه الصربي سرديان فاسيلييفيتش بلعبه الجماعي بقيادة جناح الأهلي المصري جيرالدو الذي يوفر الإبداع على الجهة اليمنى. وتعد أفضل ما حققته أنغولا في سبع مشاركات قارية هو بلوغها الدور ربع النهائي في النسخة التي استضافتها عام 2010 عندما خسرت صفر-1 أمام غانا التي بلغت النهائي وخسرت أمام مصر بالنتيجة ذاتها في آخر لقب أحرزه الفراعنة في المسابقة ، ويبدو ثمن النهائي أقصى دور يمكن أن يبلغه المنتخب في مصر. وحجزت مالي بطاقتها عن جدارة في التصفيات بصدارة المجموعة الثالثة (14 نقطة)، لكنها كانت قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن النهائيات بعدما عاشت على أعصابها في الأسابيع الأخيرة حيث كانت مهددة بعدم المشاركة بسبب التدخل الحكومي في شؤون الاتحاد المحلي قبل أن تعلن تشكيلتها الرسمية بعد 96 ساعة من المهلة النهائية. وحذر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مسؤولي كرة القدم في مالي من توحيد جهودهم فيما يتعلق بإجراء الانتخابات أو الاستبعاد من المشاركات الدولية، ونجحوا في ذلك قبل أقل من أسبوع على انطلاق البطولة. غالبا ما تخالف مالي التوقعات في النهائيات، حيث احتلت المركز الثالث في عامي 2012 و2013، بعدما تخطت في المرتين منتخبي البلدين المضيفين (الغابون وجنوب إفريقيا من ربع النهائي بركلات الترجيح على التوالي)، لكنها خرجت من الدور الأول في النسختين الأخيرتين. ويعول محمد ماغاسوبا المدرب المحلي لمالي على بقاء أفضل نتيجة لها في النهائيات وهي بلوغها المباراة النهائية عام 1972، عندما خسرت أمام الكونغو 2-3، على تشكيلة من اللاعبين المخضرمين في مقدمتهم حارس مرمى مازيمبي الكونغولي الديموقراطي إبراهيم مونكورو، والشباب على رأسهم مهاجم ستاندارد لياج البلجيكي المنتقل حديثا إلى ساوثمبتون الإنكليزي موسى جينيبو (21 عاما)، وسيكون هدف مالي التي حلت رابعة مرات (1994 و2002 و2004)، تخطي الدور الثاني. - موريتانيا - أما المنتخب الموريتاني الذي تأهل لهذه النسخة وهي المرة الأولى في تاريخه بعد عقود كانت خلالها من أضعف المنتخبات الإفريقية، وعزا مدربها الفرنسي كورنتان مارتينز الإنجاز إلى تغيير التخطيط المنهجي من خلال الاهتمام بدوري الدرجة الثانية الفئات العمرية حتى تحت 13 عاما، وقال المدرب الفرنسي الذي أشرف على التحسن المطرد في المنتخب الموريتاني على مدار أربع سنوات "هذا سيضمن وجود الكثير من المواهب لاختيار مختلف المنتخبات الوطنية"، ورداً على سؤال عن نجومه، أجاب مارتينز " يملك المنتخب الموريتاني العديد من اللاعبين الذي يلعبون في الخارج وقد اكتسبوا الكثير من الخبرة التكتيكية والتقنية".