نظم معرض الرياض الدولي للكتاب 2019م ضمن الجلسات الثقافية المصاحبة للمعرض، ندوة حول اللغة العربية وتحدياتها، شارك فيها عدد من الأكاديميين. حيث أكد عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور علي المعيوف، أن اللغة تكتسب اكتسابًا طبيعيًا في مرحلة من عمر الإنسان دون وعي، وتعتمد على أمرين مهمين هما : أن يكون الطفل المولود سليمًا معافىً دماغيًا وحواسه تعمل بشكل جيد، خصوصًا حاسة السمع ليسمع فيها الكلام، والأمر الآخر أن يعيش في بيئة لغوية يسمع فيها الكلام والأصوات، ومن ثم تأتي الأهمية للإنسان أيًا كانت جنسيته أو بيئته التي تؤهله لاكتساب اللغة، دون حاجة للدراسة وتلقي الدروس أو تدخلات بشرية. وأكد الدكتور المعيوف أهمية اللغة بالنسبة لنا، فهي أهم شيء، كوننا عربًا مسلمين، وهي إحدى اللغات المهمة للمسلمين غير الناطقين بالعربية. وشدد الدكتور المعيوف، على ضرورة تقديم المحتوى باللغة العربية، خصوصًا البرامج التي تستهدف الأطفال، وكذلك الأمر بالنسبة للنشر، وأنه يجب تشجيع النشر، خصوصًا في البلدان الإسلامية غير العربية، التي لديها إقبال كبير على النشر بالعربية". من جهته قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الدكتور محمد الهدلق في ورقته التي جاءت بعنوان "الشباب وتحديات اللغة"، إن اللغة العربية لغة كتابنا وهويتنا وترتبط بنشاط الأمة، وقد كانت الدولة الإسلامية في أوج قوتها تستقطب شباب أوروبا للأندلس لتعلمهم، لأنها لغة الطب والفن والفلسفة". من جهته، ركز الإعلامي البحريني غسان الشهابي على التحديات التي تواجه اللغة العربية كتحدي اللغة من أهل اللغة أنفسهم، مشيرًا إلى الدور المهم الذي تقوم به المرأة كمربية للأبناء، فهي التي تغذي أطفالها باللغة الفصيحة. وأضاف الشهابي أن هناك حربًا على اللغات كلها في العالم، وليست الحرب على اللغة العربية فحسب، ومع العولمة والإنترنت أضحت التحديات أشد صعوبة. من جانبه تناول الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، في ورقته "العلاقة بين المفردات العامية" التي لا يعلم أنها من أصل عربي، منوهًا بأن اللغة العربية في أي بلد هي لغة الثقافة بشكل عام، بينما هي لدينا لغة الدين فقط. وأوضح الدكتور الوشمي أن أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية تكمن في سوء التنسيق، بل وغيابه بين المؤسسات المختصة باللغة الفصيحة، مؤكدًا أنه لم يتم استثمار التقنية في خدمة اللغة العربية، فما زالت قواعد البيانات ضعيفة، ولا توجد أرقام دقيقة وإحصائيات يستند عليها في دراساتهم عن اللغة العربية وانتشارها. واختتمت الندوة بمداخلات من قبل الحضور، الذين تفاعلوا مع الأوراق العلمية التي قدمها الأكاديميون.