عُقد في المجلس الثقافي، ضمن الجلسات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2019، المقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، أمس ندوتان ثقافيتان. تطرقت الندوة الأولى التي ألقاها رئيس لجنة التخطيط الإستراتيجي بجامعة الإمام، والفائز بجائزة الإعلام للكتاب لهذا العام، الدكتور عبدالله بن محمد المفلح، التي حملت عنوان (التفكير واللغة والتفاعل النفسي) إلى أن اللغة من أخطر ما نمارسه يومياً، وهي الداء والدواء، مضيفاً خلال محاضرته أن اللغة تعمر وتدمر، والموفّق مَن تنبه لخطورتها ودقق فيما يقول لنفسه وللآخرين. كما تناول الدكتور المفلح في ندوته مبادئ وقواعد علاقة التفكير باللغة، بالإضافة إلى إستراتيجيات توظيف اللغة للتفكير والتفاعل النفسي، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تفكير في مستوى عال عند الطفل والكبير بدون ثراء لغوي"، عاداً علاقة اللغة بالتفكير هي مسألة الثراء اللغوي، فكلما زاد الثراء اللغوي زادت معه مهارات التفكير عند الإنسان. وأضاف أن لكل شخص ومجتمع مخزونه المعرفي والإدراكي والانفعالي للكلمات التي تلقاها أو قالها، موضحاً أن كل إنسان يتمتع بخصوصية "لغوية" يفوق كل ما تصورناه إلى الآن، ويحمل في عقله آلاف التداعيات التي لا يشترك معه فيها أي شخص آخر في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. وبين أن عدداً من المتخصصين في اللغة العربية لا يرى في تخصص اللغة إلا إتقان قواعد النحو والشعر والأدب والروايات والنقد والثراء اللغوي والتعريب، وهذه نظرة قاصرة لهذا التخصص الثري جداً، الذي يدخل في كثير من مجالات الحياة. وفيما جاءت الندوة الأخرى التي نظمها نادي القراءة بجامعة الملك سعود، ضمن نشاط "ساعة كتاب لتناقش كتاب "الاستشراق" للكاتب إدوارد سعيد، وقدمها المحاضر الكويتي بدر بن خليفة الجدعي. وبدأ الجدعي ندوته بالتعريف بأهم أفكار الدكتور الراحل إدوارد سعيد، وسبب كتابته عن الاستشراق، مشيراً إلى أن الكاتب الأميركي فلسطيني الأصل درس في بداية حياته بمصر، ثم غادرها إلى الولاياتالمتحدة، فاتضحت بذهنه الصورة عن الآخر التي وجدها لدى الأمريكان، خصوصاً عن الأشخاص الذين لا يعرفونهم، التي تمثلت في أذهانهم نتيجة لعوامل مختلفة، ولكنها بقيت لا تتغير حتى مع تغير كل الظروف المحيطة. وأضاف "في الحديث عن الاستشراق من المهم أن نذكر متى بدأ وهل انتهى، وكيف يتم تحديد الفترة وممن، إذ حددت فترة المستشرقين بحملات نابليون بونابرت، فهو في حملاته لم يكن غزواً عسكرياً فقط، ولكنه غزو فكري وعلمي، وآخرون حددوا الاستشراق بأنه يأتي من الشرق المتخيل، حيث أغلب كتابات المستشرقين كانت عن شرق متخيل من أمور وظروف واقعية وغير واقعية، مثل كتب ألف ليلة وليلة وغيرها.