شارك صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب أمس, كمتحدث رئيس في المؤتمر الدولي الثاني "التربية .. آفاق مستقبلية " في جامعة الباحة, بورقةٍ علميةٍ بعنوان "توجهات وإنجازات هيئة تقويم التعليم والتدريب .. آفاق مستقبلية" . وركزت الورقة التي قدمها سموه على الآفاق والأهداف المستقبلية لرؤية المملكة 2030 في التعليم والتدريب وذلك من خلال تنمية رأس المال البشري وتلبية متطلبات السوق المحلي والتنمية وتعزيز الابتكار والتنافسية العالمية، مستعرضًا دور هيئة تقويم التعليم والتدريب وتوجهاتها المستقبلية ومهامها ومسؤولياتها وتنظيماتها وبرامجها الرامية لرفع جودة وكفاية العملية التعليمية ومبادراتها الإستراتيجية, وأبرز إنجازاتها في العام المنصرم. كما ألقى سموه الضوء على "برنامج معايير مناهج التعليم العام" وآثاره المستهدفة التي تركزت على تأصيل الهوية وقيم المواطنة المسؤولة في نفوس الطلاب وتقديم الأساس العلمي لتحقيق رؤية معايير مناهج التعليم العام في المملكة وتوحيد الرؤى والمرجعيات والجهود لتطوير عمليات التعليم والتعلم, مبرزًا إنجازات البرنامج منذ 2016 حتى الوقت الراهن، متناولًا الاختبارات الوطنية وآلية بناءها وتطبيقاتها، وللمعايير المهنية للمعلمين والعاملين في التعليم العام ولتقويم واعتماد المدارس في التعليم العام والذي يسعى إلى تزويد الجهات التعليمية ذات العلاقة وقادة المدارس والمعلمين بتقييم كفاءة وفاعلية منظومة التعليم والتعلم في المدارس وتحسين وتطوير البيئة التعليمية وضمان جودة مخرجات ونواتج التعلم. وأشار سموه إلى مسيرة عمل المركز الوطني للتقويم والاعتماد التقني والمهني، ولتقويم واعتماد مؤسسات التعليم العالي، مختتمًا ورقته العلمية بتوصياته لتحقيق الآفاق المستقبلية. كما قدمت المديرة العامة لبرنامج المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام في الهيئة الدكتورة هيا بنت محمد العمراني ورقةً علميةً بعنوان "معايير المناهج السعودية .. أبعادها ومكوناتها" تناولت فيها البرنامج الذي يقدم وصفًا لرحلة الطالب التعليمية من خلال معايير تُحدد ما يجب أن يتعلمه الطالب ويفهمه ويستطيع أداءه في مجال التعلم المستهدف حسب المستويات والصفوف الدراسية؛ بما يساعد على توحيد الرؤى والتوجهات، وتركيز جهود المهتمين بالتعليم, مشيرة إلى ركائزه التي تستهدف بناء متعلم معتز بدينه ولغته، مسهم في تنمية وطنه، ذو شخصية بناءة ومعتدلة، ومبدع ومنتج. كما قدَّم مدير إدارة الاختبارات المهنية في المركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور عبد الله بن صالح السعدوي ورقةً علميةً بعنوان "توظيف اختبارات المهارات والمخرجات في رفع جودة مخرجات التعليم العالي" تهدف للوصول إلى إطار عام لمعايير ومؤشرات البرامج الأكاديمية ولبناء معايير تفصيلية للمخرجات والمهارات ولتوفير مؤشرات وأدوات واختبارات لقياس مخرجات التعليم العالي وذلك للإسهام في تطوير البرامج الأكاديمية في الجامعات السعودية. من جهةٍ أخرى، أوضح المشرف العام على الاتصال والإعلام المتحدث الرسمي للهيئة نايف بن مونس العبدلي أن تفعيل هذا النوع من المشاركات العلمية والاستفادة من نتائجها سيسهم بدرجة كبيرة في تحقيق رؤية الهيئة ورسالتها وأهدافها الإستراتيجية ودورها التكاملي, مشيرًا إلى وجود مستوى عال من التنسيق والتواصل والتكامل بين الهيئة والجهات التعليمية في المملكة وخارجها على النحو الذي يحقق الأهداف الوطنية العليا. وقد ناقش المؤتمر الذي حضره عدد من المسؤولين والأكاديميين والخبراء والمهتمين في قطاع التعليم من داخل المملكة وخارجها، تسعة محاور رئيسة هي : القيادة التربوية من أجل المستقبل، والإرشاد النفسي، وركائز التنمية المستدامة، والتقنيات التربوية الحديثة في الممارسات التربوية والتعلمية، إضافة إلى تطوير المناهج وأساليب التعليم والتعلم تحقيقًا لمتطلبات اقتصاد المعرفة، والاتجاهات الحديثة في تنمية الموهبة والإبداع، والاتجاهات التربوية في الفن التشكيلي ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية، والآفاق المستقبلية نحو الاستثمار في رأس المال الفكري والبشري في التربية البدنية، والاتجاهات الحديثة في برامج الطفولة المبكرة، والبحث التربوي في ضوء متطلبات اقتصاد المعرفة. مما يذكر أن الهيئة هي الجهة المختصة في المملكة بالتقويم والقياس واعتماد المؤهلات في التعليم والتدريب في القطاعين العام والخاص لرفع جودتهما وكفايتهما ومساهمتهما في خدمة الاقتصاد والتنمية الوطنية.