تقرير : تيسير العلي يتهافت الناس هذه الأيام على زيارة منطقة الجوف خلال إجازة نهاية الأسبوع لحضور فعاليات مهرجان تمور الجوف السادس الذي تنظمه بلدية محافظة دومة الجندل بمدينة التمور يوم الأربعاء المقبل تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف, ويستمر لمدة أسبوعين. وتتميز الجوف بموسم استثنائي خلال فصل الربيع الذي كست أزهاره براري المنطقة بعد موسم أمطار غزير بداية فصل الشتاء, متنوعة الألوان ما بين الأصفر والأبيض والبنفسج في منظر لم تشهده المنطقة منذ عشرات السنين. وأوضح المشرف العام على المهرجان رئيس بلدية دومة الجندل المهندس فهد بن إبراهيم العنزي أن البلدية أكملت استعدادها للمهرجان الذي يقام تحت شعار شعار "ربيع الجوف بحلوتها" منذ وقت مبكر حيث سيشارك فيه 85 مزارعًا يعرضون أكثر من 50 نوعًا فاخرًا من التمور المكنوزة المشتهرة بها الجوف من أشهرها : حلوة الجوف، الحسينية، البويضاء، الفقه، الكسب، الخضري، الصقعي، المسيحية، كسبة المدق، الصور، المجدول، الشيشي، والسكري, كما يشهد المهرجان تنظيم العديد من الفعاليات والمعارض بمدينة التمور في دومة الجندل التي بنيت على الطراز التراثي محاطة بشموخ النخيل. وأفاد أن طراز محافظة دومة الجندل يمتاز بوجود النخيل والمزرعة القديمة التي تحيط بها مقاهي تراثية بنيت على الطراز المعماري القديم لتندمج مع روعة الطراز المعماري الحديث المتمثل في الأشكال الهندسية، إضافة للبساط المختلف الذي تكتسية الجوف من أزهار الربيع مما أسهم في رفع الرحلات والتنزه. وهذه العوامل الحضارية جعلت حجم الإقبال على المنطقة يزاد عاماً بعد عام للاستمتاع بالأجواء والطبيعة الخلابة, ورفع معه كذلك حجم الإقبال على محلات الرحلات وأسواق الأغنام وأسواق "الفقع", وارتفع معدل التخييم بشكل كبير حتى تحولت البراري لمدن صغيرة مملوءة بالمنازل البيضاء والسوداء من المخيمات المتنوعة, كما رفع الحركة المرورية على الطرقات شمال المملكة . وتتنوع رحلات عشّاق البر والمكشات بين البحث عن "الفقع" والذي يحتاج لمسافات طويلة داخل البر تصل إلى 100 كيلو بمناطق عرفها أهالي المنطقة بمنابت الفقع حيث يستدلون عليه بنبات "الرقوق" ويتنافسون بكميات جمع الفقع, عبر جلسات السمر ووسائل التواصل الاجتماعي مما أوجد أجواء ربيعية تنافسية ممتعة ينظمها المجتمع المحلي. وهناك من يبحث عن البساط الملون الذي اكتست به جبال المنطقة حيث تميزت شمال سكاكا باللون الأصفر مما يطلق عليه "الصفار" ولون البنفسج ويطلق على العشب "الجهق", بينما يتميز شرقها بالخزامى ذات اللون البنفسجي والرائحة العطرية النفاثة التي عطرت أجواء المدينة بالكامل, يخالطها أزهار الأقحوان ذات اللون الأبيض. وهذا البساط خلق التنافس بين الفوتوغرافيين ومصوري الفيديو للتسابق بأنواع الصور المختلفة للربيع والأفلام القصيرة , وحرك قريحة الشعراء لوصف هذا الموسم الذي أكد عدد من كبار السن أن المنطقة لم تشهده منذ عشرين عامًا.