انطلقت اليوم جلسات الملتقى الأول للأمن الفكري الذي تنظمه جامعة الملك خالد ممثلة في وحدة التوعية الفكرية تحت عنوان "المواطنة الرقمية"، بالجلسة الرئيسة التي تحدث فيها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الخبير الأكاديمي والأمني عن " أساليب تجنيد الجماعات المتطرفة للشباب من خلال المنصات الالكترونية". واستعرض سموه في بداية حديثه المراحل التاريخية لاستخدام المنظمات المتطرفة المنصات الإلكترونية ، مشيرًا إلى أنها مرت بمحطتين هما الانتشار ( 1990 2009 ) والمرحلة الذهبية ( 2010 2015 ) . حيث استخدمت في المرحلة الأولى المنتديات المغلقة في نشر الفكر المتطرف وتميزت بأحادية الفكر وعدم قبول الآخر ، أما في المرحلة الذهبية فاستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت التواصل بين أفراد الجماعات المتطرفة ، لكنها وفرت كذلك منصة للأفكار التي تضاد أفكار هذه الجماعات وخصوصا الفكر المعتدل الذي يمثله أهل السنة والجماعة الذي أسهم في دحض الكثير من أفكارهم المغلوطة وفندها من الناحية الشرعية. وأضاف : أما المراحل الحديثة فتنقسم إلى قسمين الأولى مرحلة الكمون والاختفاء ( 2017 2018 ) والثانية مرحلة ( شعار الحقوق والحريات 2018 حتى الآن ) , وفي مرحلة الاختفاء استخدمت الجماعات الإرهابية ما يسمى " الإنترنت الخفي" الذي لا يمكن الدخول إليه إلا ببرامج خاصة تخفي اسم المستخدم ، وهو الذي يستخدمه الخارجون عن القانون في جميع دول العالم ، وتكون نتيجة ذلك " التنظيم الإرهابي العالمي" الذي تجتمع حوله جميع الجماعات الإرهابية والإجرامية في العالم وهم كل جماعة تعارض الحضارة وتعشق القتل والتدمير والفوضى. وأشار الأمير فيصل بن محمد بن ناصر إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة شعارات الحقوق والحريات ، والكثير ممن يقف وراءها ، كانوا ينادون سابقا بالقتل والتدمير ويتبنون الأفكار التكفيرية ، مبينا أن سبب تحول هؤلاء إلى دعاة "حرية وحقوق" هو فشل مشروعهم في التغيير بالقوة الذي كانوا يراهنون عليه من خلال الإرهاب والقتل ، وهم يحاولون الدخول لعقول الشباب من خلال أسلوب جديد يعتمد على دغدغة مشاعر الناس من خلال عالمية حقوق الإنسان ، والهدف هو إثارة مظاهرات تعتمد على الفوضى والقتل من كل الأطراف لتفتيت المجتمع. وحذر من الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي التي تتجسس عليها جهات كثيرة حول العام ومن خلالها يتم دراسة أساليب التأثير على فكر وحياة المجتمعات وإثارة الفوضى فيها ، لتصفية حسابات سياسية بين الدول من خلال منظمات غير معروفة القيادة. وختم سمو الأمير فيصل بن محمد ورقته بتعريف "الإرهاب الجديد" بأنه سلوك جماعي فوضوي يغطى إعلاميًا تغطية واسعة تقوم به جماعات منظمة عبر مظاهرات صاخبة للإضرار بالأمن الوطني .