تعد نبتة " السمح "من النبتات البرية التي تزهر بعد موسم الأمطار ، وتزخر بها بلدة "بسيطاء" المجاورة لمحافظة طبرجل بمنطقة الجوف شمال السعودية ، حيث تعد حبوبها من المواد الغذائية التي يستخدمها الانسان في هذه المناطق في قديم الزمان، وما زالت تستخدم كغذاء له نكهته الخاصة عند كبار السن . ويقول مرشد بن هاضل الشراري القائم على هذه الحرفة ضمن حرفي منطقة الجوف في حديثه ل " واس " بأن " السمح" نبتة عشبية حولية، تنضج بعد أكثر من 5 أشهر من خروجها فوق سطح الأرض، وتبقى بذورها رطبة في التربة لعشرات السنين، مبيناً أنها إحدى الأزهار الموسمية التي تستخرج بعد هطول الأمطار المبكرة التي تسمى في عرف الفلكيين بباكورة الوسم أو "الثروي" . وأشار الشراري إلى أنه يصطحب أبناءه بعد جفاف النبتة لحصدها كما كان عليه مع والده في قديم الزمان، حيث يقوم بفصل الورود "الكعبر" عن الأغصان التي يقارب ارتفاعها عن الأرض حوالي 20 سم، ثم وضعها في إناء كبير مليء بالماء لتبقى ما بين يوم أو يومين حتى ينقع " الكعبر " ويتفتح بعد ملامسته للماء، ثم يبدأ "الصبيب" وهو عبارة عن حبوب صغيرة تخرج بعد تفتح "الكعبر" ويتسرب داخل الماء ، ثم يطفو "الكعبر" ويستخرج مجدداً ويوضع في مكان مفتوح ليتعرض لأشعة الشمس ويبقى يوماً أو أكثر حتى يجف . وأوضح أنه يتم حمس حبوب السمح مثل البن بدرجة حرارة معينة حتى تصل إلى لون معين ، ثم يتم تبريده وتنقيته من الشوائب ثم تطحن وتستخدم في أغراض متعددة منها إعداد الخبز أو خلطها بالتمر ، وتسمى ب "الكيلة"، أو يصنع منها عصيدة السمح، وهي نبتة تتميز بنكهة لذيذة وتحتوي على عناصر غذائية متعددة . وأكد الشراري أهمية نبتة السمح في حياة البادية ودخولها في تركيب العديد من الأعشاب الطبية ، فهي خافضة لضغط الدم ، وتعمل على وزن نسبة الكوليسترول في الدم، وتحتوي على كمية من الألياف والبروتين والسكريات ونسب قليلة من الدهون ، إضافة الى العديد من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها جسم الانسان حسب دراسات علمية أجريت على النبتة .