باتت عروض الفنون الشعبية في مهرجان (الجنادرية33) وجبة يومية ترويحية وتثقيفية ممتعة في مختلف أنحاء وجنبات وأروقة القرية التراثية بالجنادرية، سواءً كانت تلك التي تقام داخل بيوت مناطق المملكة، أو التي تطرب المارة في المسيرة اليومية التي تطوف بالقرية، يرافقها الزوار تارة وتحضر عدسات كاميراتهم وأجهزتهم المحمولة تارة أخرى، لتوثيق خليط متجانس من الثقافات المتنوعة التي تزخر بها المملكة في عديد المناطق والمحافظات، لترسم بذلك في أرض المهرجان أجواء كرنفالية احتفالية وطنية ثقافية واجتماعية، وتجعل منه وجهة رئيسية ومقصداً للزوار من مختلف الأماكن أو المواقع من داخل الرياض وخارجها، بغية الاستمتاع بتراث المملكة غير المادي المتنوع. ويمثل التنوع الثقافي وتعدد الألوان في الفلكلورات الشعبية والرقصات إرث وميزة مهمة تفاخر بها المملكة، وتضعها إلى جانب ثروات طبيعية وثقافية في مقدمة الوجهات السياحية المتميزة على مستوى المنطقة، إذ تعد هذه الفنون والألوان الشعبية امتداد لزمن قديم توارثه الأجيال متضمنة أهازيج وكلمات وعروضاً مختلفة، ولجأت القبائل قديما في الجزيرة العربية إلى استخدام الغناء بنبرات مختلفة، وبمصاحبة رقصات محددة لتخويف الأعداء وبث الرعب في قلوبهم، وتوارثت الأجيال ذلك، ليكون اليوم فلكلورا وفنا شعبيا معبرا عن كل منطقة. وتأتي العرضة السعودية التي تسمى رقصة الحرب والسلام على رأسها وظهرت في نجد وانتشرت بعد ذلك في الخليج ، حيث كانوا يؤدونها قبل دخول في المعارك وفي الانتصارات والأعياد، وتؤدى في صفوف، شاهرين سيوفهم، ملوحين بها يمينا ويسارا، بشكل متناغم، وتكون مصحوبة بقرع الطبول، ويتوسطهم حامل الراية، مرددين أبياتاً شعرية حماسية، أشهرها: "نحمد الله جت على ما تمنَّى من ولي العرش جزل الوهايب خبّر اللي طامعٍ في وطنا دونها نثنى إلي جا الطلايب" ، وأشهر من أداها فرقة "الصنقر" في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، والملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمهم الله ، حتى أصبحت تشتهر بها في الوقت الحالي فرقة الدرعية ، ثم يأتي لون "الهجيني" وهو لون شعبي قديم شائع في نجد والشمال ينشدونه وهم على ظهور الإبل، ويبث فيهم الحماس ويرفعون به الصوت ، وهي نسبة إلى الهجن من الإبل ، من تلك الفنون "الدحِيّة" وتسمى " الدحّة أو السامر"، كما يطلق عليها "أنفاس الفرسان" وهي إحدى الرقصات الشعبية الشائعة عند قبائل شمال السعودية بالإضافة الاى الألوان الشعبية التي تشتهر بها مناطق ومحافظات الجنوب: ومنها "الزامل والخطوة والمسيرة ،والسيف ، والعرضة - والعزاوي - والطارق - والزيفة . ومن الألوان الشعبية التي لفتت انتباه زوار الجنادرية وتفاعلهم مع تلك الرقصات ومنها "المزمار" ويعتبر من الرقصات التي تظهر الشجاعة والحماس ، وتشتهر بها المنطقة الغربية "مكة، جدة، الطائف وضواحيها"، ويتنوع المزمار بين فرحي وحماسي، وجميعها تستخدم فيها العصي ، والعرضة الحجازية الحربية رقصة حربية تؤدى على سواحل المملكة من المدينة إلى القنفذة، وتحديدا في "جدة، ينبع، رابغ، خليص، قديد، الباحة، الطائف، الليث"، وتلعب بالسيف والبنادق ويرقصها أبناء قبيلة حرب ، أما لون "التعشير فهي رقصة تراثية لقبائل هذيل في الحجاز، وُتعد فنا من فنون الرجولة والفروسية والشجاعة، وتُستخدم فيها البنادق والبارود، ويؤديها الرجال بقفزاتهم وحركات الرقص واللعب بالبنادق، ثم يطلقون نار بنادقهم المعبأة بالبارود جماعياً على هدف يحددونه وتحتاج إلى التركيز واليقظة والدقة في التصويب، إضافة إلى الخبيتي و المجرور ، و المجالسي ، والحرابي ، والزهم ، والزير.