استعرض رئيس الهيئة الاستشارية برئاسة شؤون الحرمين المستشار الشيخ محمد بن حمد العساف, جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وما قدمه من خدمات جليلة ومباركة لينعم الزائر والحاج والمعتمر بوافر من الخدمات والإمكانات والتسهيلات ليؤدوا مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة وأمان. وأوضح في محاضرته التي ألقاها ضمن فعاليات برنامج " تعزيز قيم المواطنة " الذي تنفذه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية برئاسة شؤون الحرمين, بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ال 88 , بحضور مديري الإدارات, وعدد من وكلاء الإدارات بالرئاسة والمسجد الحرام, أن هذا اليوم يمثل مرحلة فاصلة في تاريخ تطور المجتمع السعودي الحديث شكلت في مضمونها وحدة وطنية رسم معالمها ووضع أسسها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بتوحيده وإعلانه قيام هذا الصرح العظيم وهذه المملكة الفتية على أرض هذه البلاد الطاهرة، ويمثل اليوم الوطني للشعب منعطفاً مهماً خلال مسيرته الميمونة فهو يحمل رؤية خاصة ترتبط فيه خصوصية الذكرى بروعة الاحتفال بذكرى توحيد هذه البلاد الذي أرسى قواعد هذه الدولة على مبادئ الشريعة الإسلامية كونها منهجاً متكاملاً للحياة بجوانبها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأفاد أنه منذ توحيد المملكة, واجهت تحدياً كبيراً تمثل في تأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام وتوفير ما يلزم من خدمات لأداء مناسكهم بكل أمن وأمان ويسر وسهوله, وعلى الرغم من عسر الحال وكثرة الصعاب آنذاك إلا أن القائد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - جعل هذا الأمر أكبر اهتماماته فانطلق رحمه الله ساعياً بكل ما أُوتي من قوة وعزيمة وجهد لخدمة حجاج بيت الله الحرام , فكان من أجلِّ ما قام به توفير الأمن الذي افتقدوه عصوراً طويلة ثم إصلاح شؤون البقاع المقدسة والعناية بالحرمين الشريفين فأقام السنَّة, ووحد الأمة في المسجد الحرام على إمام واحد بدلا من أربعة أئمة وصرف الاهتمام والعناية والرعاية إلى الحرمين الشريفين, وأرسى دعائم هذا الكيان على هَدي الإسلام من خلال تطبيقه الشريعة الإسلامية حيث جعل الكتاب والسنة هما مصدر التشريع لهذه البلاد وهو السر العظيم فيما نحن فيه ولله الحمد والمنة من أمن وأمان ومن رخاء ورفاهية. وأضاف أنه مع زيادة أعداد المسلمين، نتيجة اتساع رقعة العالم الإسلامي، التي شملت بلاداً وشعوباً جديدة في إفريقيا وآسيا, حيث انتشر الإسلام في بقاع جديدة من أنحاء العالم ، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات، وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام وقاصدي الحرمين الشريفين خلال كل عام، مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة الحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والعمار والزوار. وفي سياق حديثه, بين العساف أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أمر بوضع الأسس والتصميمات للبدء بعمارة الحرمين الشريفين, وبعد وفاته سار على نهجه أبناؤه من بعده الملك سعود, والملك فيصل, والملك خالد, والملك فهد, والملك عبدالله, - رحمهم الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - فرسَّخوا ما بدأه والدهم من أمن وإصلاح وجدَّوا في عمارة الحرمين الشريفين والارتقاء بخدماتهما وهكذا غدت عمارة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج سنة حميدة وشرفاً كبيراً يتوارثه ملوك هذه البلاد حتى وصلت بفضل الله إلى أزهى عصورها اليوم في العهد الزاهر . وفي الختام, سأل الله عز وجل أن يعود هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة , وأن يديم على قادة هذه البلاد المباركة الصحة والعافية, وأن يعينهم على حمل الأمانة ومواصلة مسيرة البلاد الخيرة, وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه, وأن يديم عليها الأمن والاستقرار.