أقامت وحدة أبحاث السرديات بالتعاون مع الندوة العلمية، في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود أمس الاول ندوة بعنوان " الحبكة في نظرية السرد الخطابية "، حيث قدم الندوة الدكتور أحمد المنصور, وأدارها الدكتور أبو المعاطي الرمادي والدكتورة ميساء الخواجا . وأستعرض الدكتور أحمد المنصور بإيجاز مفهوم الحبكة في معجم السرديات للقاضي، وتناول مفهوم الحبكة ومفاهيم أخرى ذات علاقة؛ مثل القصة والسرد . وبيّن أن القصة ضرب من الكتابة ينقل أحداثا تقوم على مبدأ التتابع, في حين أن الحبكة انتقاء للأحداث, وهو الأمر الذي يجعل من المادة السردية حكاية. وعرض لعناصر وحدة الحكاية حيث تقوم على حبكة المصير وحبكة الشخصية وحبكة الفكرة, حيث أن تنظيم الأحداث ركن أساسي فيها . وعن العلاقة بين السرد والحبكة, وصف المنصور السرد بأنه نقل الأحداث, أما الحبكة فهي انتظام الأحداث. ونظرا إلى تلك العلاقة الوثيقة بين السرد والحبكة؛ فقد تطرق الحديث إلى تعريف السرد ومستوياته, انتقالا إلى تعريف الحبكة عند الخطابيين . ويعرّف السرد بأنه فعل تواصلي مقصود من متواصلين إلى متلقين, ويعتمد التواصل السردي على الزمان والمكان والأحداث، وتأتي مستويات السرد على أنها جمهور القارئ وجمهور المؤلف وجمهور السرد, أو كما وصفها بشخص, ومتلق, وغرض . وعند تناول مصطلح الحبكة, وصف الدكتور أحمد هذا المصطلح بأنه فضفاض ولم يفلح في إيصال مفهومه إلى الدارسين. ولعل هذا ما جعله يسلط الضوء على مفهوم الحبكة عند الخطابيين تحديدا . وأوضح أن الخطابيين يعدون الحبكة وسيلة أساسية يحقق بها المؤلف مقاصده؛ فتقدم الأحداث يجمع ديناميات النص . وقد كان مصطلح الدينامية من المصطلحات المهمة في سياق الحديث عن تقدم الأحداث لدلالته على التفاعل الذي يشمل الحركة والأخذ والعطاء . وقد خلص الدكتور المنصور إلى أن مفهوم الحبكة عند الخطابيين هو تعريف المفهوم الواسع للحبكة الذي يقوم على فهم تشكل الأحداث وترابطها. فالخطابيون- على حد قوله- يعيدون النظر في دور هذه الأحداث, إلى جانب إعادة النظر في فكرة السرد نفسها بحيث تتناول مسار تقلب الجمهور وتفاعلهم الذي عبر عنه بديناميات القارئ. وقد وصف العلاقات بين الديناميات المذكورة بأنها جدلية؛ إذ لها أثر مهم في استجابات المتلقين, كما أنها تمثل اهتمام المؤلف الضمني.