عقدت المؤسسة العامة للحبوب بالشراكة مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية اليوم, ورشة عمل بعنوان "الهدر في الغذاء - الأسباب والحلول", التي تعد الورشة الثالثة ضمن المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر والفقد في الغذاء بالمملكة, برعاية معالي محافظ المؤسسة المهندس أحمد بن عبدالعزيز الفارس, وحضور ممثلين من قطاع الخدمات الغذائية, بالإضافة إلى بعض الأسر، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. ويعد البرنامج أحد مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 سعياّ لتحقيق رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى استثمار الموارد الطبيعية بفعالية عالية ورفع كفاءة التشغيل. وتأتي هذه الورشة ضمن جهود الفريق العلمي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المنفذة ل"مشروع دراسة المسح الميداني لقياس الفقد والهدر في الغذاء وسبل الحد منها بالمملكة العربية السعودية". وأوضح المشرف العام رئيس الفريق العلمي المنفذ للدراسة أستاذ إدارة صناعة القرار والقيادة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن بن ناصر الخريف، أن مرحلة دراسة المسح الميداني تهدف إلى تقدير حجم الفقد والهدر في الغذاء بطرق علمية وبالمعايير الدولية المتعارف عليها، وقياس الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفقد والهدر في الغذاء إلى جانب تقديم مقترحات تنظيمية وقانونية للحد من هاتين الظاهرتين, كما تبحث الدراسة تحليل الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المسببة للفقد والهدر في الغذاء بالمملكة، مشيراً إلى عزم الفريق العلمي على استخدام تطبيقات الاقتصاد السلوكي في الحد من الفقد والهدر بطريقة علمية، لغرس السلوك الإنتاجي والاستهلاكي الصحيح، وتحديد خط الأساس لمستوى الفقد والهدر في المملكة مقارنة بالدول الأخرى إقليمياً ودولياً، كما تسعى الدراسة إلى بناء مؤشر أداء يبين مستهدفات الحد من الفقد والهدر الغذائي حتى عام 2020. وأكد الدكتور الخريف أهمية هذه الورشة التي تبحث عن الأسباب المؤدية إلى عدم الاستفادة من بعض كميات الطعام التي تم تجهيزها للمستهلك النهائي، والطرق الفعالة لتقليل الكميات المهدرة من الطعام الصالح للأكل، مشيراً إلى أن معرفة هذه الأسباب تفيد في استخدام تطبيقات الاقتصاد السلوكي للحد من الهدر بطريقة علمية، بغرس الأسلوب الاستهلاكي الصحيح. من جانبه بين مدير عام الأسعار والإعانات في المؤسسة ومدير البرنامج زيد بن عبدالله الشبانات, أن هذه الورشة خاصة بالمحور الثاني من البرنامج الوطني للحد من الفقد والهدر في الغذاء بالمملكة, مؤكداً رفض ديننا الحنيف للسلوكيات غير الحضارية في التعامل مع الأطعمة, التي تتسبب في فقد كميات كبيرة منها, مشيراً إلى سعي البرنامج لصنع سياسات الحد من الفقد والهدر في مجموعة رئيسة من الأغذية وهي: القمح (الدقيق / والخبز) والأرز والتمور وكذلك الخضار والفاكهة بالإضافة إلى اللحوم الحمراء والبيضاء. وأكد الشبانات أن المؤسسة حريصة على الاستفادة من تجارب بعض الأسر والفنادق والمطاعم للحد من هدر الطعام، لتعزيز الجانب البحثي النظري، مشيراً إلى أهمية هذا الأسلوب للخروج بنتائج واقعية مبنية على أسس علمية تحقق الهدف من إطلاق هذا البرنامج الوطني. يذكر أن هذه الورشة تأتي امتداداً للورشة الأولى التي جاءت في إطار عمل استطلاع لتجارب جمعيات ومشروعات حفظ النعمة في مجال التقليل من الهدر في الولائم والحفلات المنعقدة في شهر جماد الثاني من هذا العام، حيث تهدف المؤسسة من خلال هذه المشاركات إلى إشراك بعض شرائح المجتمع للإسهام في توعية المجتمع كافة.