تواصلت اليوم جلسات المؤتمر الدولي الأول ل " أنسنة المدن", التي تنظمه هيئة تطوير المدينةالمنورة بالتضامن مع مركز الإدارة المحلية, برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس هيئة تطوير المدينةالمنورة والمقام بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة, بحضور عدد من المشاركين المحليين والدوليين والمسؤولين بالمدينة. وانطلقت جلسات المؤتمر ليومه الرابع بالجلسة السادسة عشر تحت عنوان " المدينة الإنسانية التصميم الحضري " ضمن محور المبادئ و الممارسات ، التي دعا خلالها زميل الدراسات العمرانية بجامعة شابمان بكاليفورنيا ومؤلف كتاب " المدن الإنسانية " جويل كوتكين إلى الاهتمام بالضواحي والقرى كونها المكان الأنسب حاليًا للحياة، مشيرًا إلى أن الأفكار التي تجمع حياة المدينة وحياة القرى في مشاريع الأنسنة هي المناسبة للأسر وقابلة للتطبيق بشكل كبير . وقال كوتكين : إن التربية عنصر مهم في المدن الإنسانية بجانب العناصر الأخرى مثل التنموية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية, مؤكدًا أن جميع هذه العناصر من الممكن أن تتحقق في الضواحي والقرى. وأثارت تلك الفكرة حفيظة بعض الخبراء الحاضرين للجلسة حيث تداخل مدير شبكة أبحاث مستقبل الأماكن العامة بأستكهولم الدكتور مايكل ميهافي، وأستاذ التصميم والتقنية والإدارة في كلية التصميم بجامعة هارفارد البروفسيور سبيرو بواليس اللذين أكدا أن الحياة في الضواحي والقرى رائعة للعيش لكن ستكون صعبة بسبب عزلتها عن الحياة العصرية ولمصاعب التنقل والحركة بينها وبين المدن الرئيسية وبجانب التأثيرات السلبية التي ستواجه المدن الرئيسية. فيما شهدت هذه الجلسة ، عرضًا لتجربة الأنسنة في مدينة أبوظبي قدمها مدير التصميم العمراني في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني لوكاس سوكل، الذي أوضح أن التصميم الحضري في أبوظبي يهتم بالشارع وممرات المشاة وتهيئة المواقع الترفيهية للأطفال بشكل موازٍ بالاهتمام بالمساكن ، وقال : حرصنا أن تكون التصاميم موجهة للإنسان لذلك وضعنا مواقف السيارات داخل المباني بحيث يبقى الشارع للمشاة ، وتابع أنه تم توظيف الخدمات الأساسية للإنسان وإعطاؤها طابعًا إنسانيًا ابتداءً من المساجد والمراكز التجارية ومختلف المرافق بحيث تعتمد على التعارف بين الأهالي وتقوية العلاقات الاجتماعية والروابط الأخوية بين الجيران. وفي الجلسة السابعة عشر التي أدارها الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور طلال الردادي، بمشاركة المعماري والمؤسس والشريك بشركة دار العمران الاستشارية ومستشار التصميم لدى شركة بدران للتصميم الدكتور راسم بدران، والمؤسس المشارك لشركة البيئة المهندس علي الشعيبي والمدير المؤسس لشركة سايتس الدولية بجمهورية مصر العربية، والعميد الأسبق لكلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة الدكتور ستينو دعوا عدد من خبراء النماذج المعمارية والحضرية المشاركون بالمؤتمر ، إلى زيادة حيز الفضاءات في التصاميم الحضرية والعمرانية والاستفادة من الفراغات الموجودة في المدن وعدم إزالتها مشددين على أهمية العودة إلى النماذج الماضية في الأنسنة باعتبار أن الماضي هو الأقرب إلى الإنسان والحاضر هو الأبعد . كما تم بحث مصاعب وتحديات تخطيط المدن الإنسانية في الجلسة التي وقال المهندس علي الشعيبي : إن السيارة دمرت النسيج العمراني وأصبحت المخططات العمرانية والتصاميم موجهة باتجاه خدمة المركبات ، فيما أوضح ماهر ستينو أن الحل المناسب لتفكيك الكثافة العمرانية يكمن في زيادة الفراغات والفضاءات في مختلف مواقع المدن، وعبرّ الدكتور راسم بدران بأننا نعيش في مدن لا نتذكرها والتعرجات في التصميم الحضري والمعماري هي الحل لتقديم نماذج تبقى في الذاكرة وتؤثر في الإنسان . وفِي الجلسة الثامنة عشر التي شارك فيها مؤسس ورئيس متحف دار المدينة بالمدينة المنورة الدكتور عبدالعزيز الكعكي، والأستاذ المساعد بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الحصين والباحث العلمي في هيئة تطوير المدينة عبدالله كابر وعضو اللجنة الاستشارية للعناية بالمساجد التاريخية بالمدينةالمنورة وعضو هيئة تدريس قسم الهندسة المعمارية الدكتور أحمد حسين أبو الهيجاء ومدير عام الحماية والتوثيق بمركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور عدنان الجابر، وأدارها العميد الأسبق لكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود البروفيسور أحمد فريد مصطفى بحثت فرص الاستفادة من دروس الماضي لتطوير المدينة الإنسانية المستقبلية . وحملت الجلسة التاسعة عشرالمعنونة ب " تخطيط المدن الإنسانية للمملكة العربية السعودية ودور الأماكن العامة " التي أدارها مستشار التخطيط الحضري والإقليمي لوكالة تخطيط المدن بوزارة الشئون البلدية والقروية الدكتور محمد حسين عوض جلسة نقاشية موسعة ضمن محور تصميم وتخطيط المدن الإنسانية ودور الأماكن العامة " في عدد من المواضيع التي شملت المرأة المدينة الشاملة من تقديم عميدة كلية التصاميم في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة سمية بنت سليمان السليمان ، وقدمها الأستاذ المساعد في التخطيط الحضري بجامعة الملك سعود البروفسيور عبدالله العابد نموذجاً لتقييم الأبعاد الإنسانية في المدن من خلال دراسة حالة المحور التجاري في العاصمة الرياض ، وتحدثت أستاذ مساعد العمارة والتصميم الحضري الدكتورة منى حلمي عن أنسنة الأماكن العامة . في حين سلّط الرئيس المكلف لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية بالرياض البروفسيور أيمن الحفناوي، الضوء على مستقبل أنسنة المدن السعودية ، واختتم رئيس بلدية أبو عجرم المهندس مشعل الحسن الجلسة بكيفية البدء بمشاريع الأنسنة في المدن الصغيرة .