تنظم الجمعية الخيرية للطعام (إطعام) بمنطقة الرياض الاثنين المقبل, ندوة توعية عن كيفية التعامل مع فائض الطعام, وذلك في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وأكد رئيس لجنة إطعام الرياض هشام بن عبدالعزيز الصغير، أن الندوة سيشارك فيها عددا من كبار السن، الذين يروون قصص واقعية سمعوها من آبائهم عن سنة الجوع، وكذلك عرض فيلم وثائقي يرصد أحداث تلك السنة والمعاناة والألم الذي حل بالمنطقة جراء الجوع الذي عانته أطياف المجتمع وقتها، وما شهدته المنطقة من انعدام الطعام وقحط الأرض وجفافها، مرورًا بما حدث من تحولات خلال المائة عام الماضية وحتى وصولنا إلى المرحلة الحالية التي تشهد فيها المملكة نسب مرتفعة من هدر الطعام. وأوضح أن الندوة تأتي بعد نجاح الجمعية خلال الربع الأول من العام الجاري 2018 من توزيع 1.2 مليون وجبة في كلا من المنطقة الشرقيةوالرياضوجدة وتهدف إلى إطلاع ومعايشة أبناء وبنات الجيل الحالي، لتلك الحقبة التي عاصرها أجدادهم وذاقوا معاناتها ومرارتها، وأخذ العبر والدروس منها، وتوعية الجيل الحالي بأهمية وضرورة مراجعتهم لكيفية التعامل مع فائض الطعام، وترشيد أقرانهم وأجيال المستقبل، ونشر ثقافة شكر النعمة والمحافظة عليها، وتكاتف أبناء المجتمع في ذلك، واستخدام أحدث الأساليب وأفضلها في حفظ النعمة، بما يسهم في خفض نسب هدر الطعام التي تشهدها المملكة. من جهته بيّن المدير التنفيذي لإطعام الرياض عامر بن عبد الرحمن البرجس، أنه سيشارك في الندوة عدد من المختصين للحديث عن أبرز الآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية، الناجمة عن هدر الطعام، وما تسببه في استنزاف للموارد الطبيعية والبشرية، والخسائر الاقتصادية التي تدفع فاتورتها المنشآت والأفراد نتيجة تحول الطعام إلى مكب النفايات، وعدم الاستفادة منه بالطريقة الأمثل. ولفت إلى أن "إطعام" جمعية غير ربحية متخصصة بالطعام، بهدف حفظ النعمة من الهدر، عن طريق نقل فكرة بنوك الطعام في دول العالم وتطبيقها بالمملكة، بطريقة احترافية تحفظ فيها خصوصية المجتمع والمستفيد، كما وضعت لنفسها رؤية أن تكون النموذج الرائد في العمل الخيري المستدام، وتتمحور رسالتها في كونها كياناً مجتمعياً توعوياً غير هادف للربح يساهم بحفظ الطعام من الهدر، وينشر ثقافة احترام النعمة، وتوعية المجتمع بأهمية حفظ الطعام، وتوزيع الزائد من الطعام على المستفيدين بأفضل معايير الجودة، بالإضافة إلى الاطلاع على التجارب الدولية في هذا المجال. يذكر أن الجمعية الخيرية للطعام "إطعام" تطور عملها بنسبة نمو بلغت 66% بتعاون المواطنين وزيادة وعيهم في حفظ النعمة مقارنة بأدائها خلال نفس الفترة من العام الماضي، وشملت تعاملات فروع الجمعية الميدانية نحو 23 ألف موقع بينها فنادق ومطاعم وقاعات أفراح ومناسبات خاصة، كما نفذت الجمعية عدد من الفعاليات والبرامج التثقيفية في عدد من الأسواق والأماكن العامة والمستشفيات والمدارس والجامعات.