نظمت جامعة الطائف أمس ندوة "إعادة الأمل"، أبرزت الدور الإيجابي البناء لعمليات "إعادة الأمل" التي ينفذها التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة ، لدعم الشعب اليمني، من خلال تعزيز تدفق المعونات الإغاثية والأعمال الإنسانية، وكذلك إسهاماتها في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب، وحماية المدنيين، إلى جانب التصدي للأطماع الإيرانية في اليمن. وقال معالي مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان في كلمته التي ألقاها في بداية الندوة: "إن حربنا هي حرب حزم وأمل، عزم وخلق، يسمونها حرب اليمن، لكننا نعلم أنها نجدة للجار، وحماية للأرض، وإعادة للأمل"، مقدماً التحية لأروح الشهداء البواسل، الذين بذلوا دماءهم حماية للدين والوطن. وأدار الندوة رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بالجامعة، الدكتور علي العنزي، وحضرها عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية بمحافظة الطائف، وممثلون الهيئات الحكومية والخاصة بالمحافظة، كما حضر الندوة أيضاً عمداء ووكلاء وأساتذة جامعة الطائف، وعدد كبير من طلابها. وقدم أستاذ التاريخ بجامعة الطائف مدير مركز تاريخ الطائف الدكتور عايض بن محمد الزهراني، سرداً تاريخياً لبداية الحركة الحوثية كحركة أيديولوجية مهمشة لا ذكر لها، حتى وصلت لمحطتها المهمة في ثمانينات القرن الماضي، عندما بدأت إيران تصدير ثورتها إلى أكثر من دولة. وقال الدكتور الزهراني: "كان من ضمن صور تصدير الثورة الإيرانية إقامة مقر للحوثيين في اليمن، حيث صنعت قادتهم، وأمدتهم بشتى أنواع الدعم، الذي أدى فيما بعد لتمدد الحركة وتوغلها في الشأن السياسي اليمني، فأسست (حزب الحق) الذي أضحى بعد فترة قصيرة، حركة سياسية وعسكرية مهمة على الساحة اليمنية". وعن جهود المملكة العربية السعودية الإغاثية في اليمن، أوضح عميد كلية الشريعة بجامعة الطائف الدكتور عبدالله النفاعي، أن المملكة لا تدخر جهداً في إغاثة الملهوفين وتقديم العون للمعوزين حول العالم، من دون تفريق بين دين وعرق وجنس, مستعرضاً جهود المملكة الإغاثية في اليمن منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، ثم تطرق إلى جهودها الإغاثية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي كان من أهمها تقديم ودائع بنكية تقدر بثلاثة مليار ريال لحساب الشعب اليمني، وإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ضمن معايير محددة تضمن تدفق المساعدات بالكم والكيف المناسبين. ولفت عميد كلية الشريعة والأنظمة إلى أنه وعلى رغم الجهود الإنسانية المبذولة لإغاثة الشعب اليمني، إلا أن الميليشيات الحوثية تهاجم القوافل الإغاثية، وتعترض وصول المساعدات إلى المحتاجين لها من أبناء الشعب اليمني الشقيق, مبيناً الدور المناط بالجامعات وأعضاء هيئة التدريس في مساندة عمليات إعادة الأمل، وما يقدمونه لدعم الشعب اليمني، من حملات توعوية وندوات ثقافية، وحملات للتبرع بالدم وغيرها من الأنشطة. فيما تحدث المدير العام للإدارة القانونية بجامعة الطائف أستاذ القانون المشارك الدكتور فهد بن نايف الطريسي، عن السلطة الشرعية في اليمن، والأسس التي على أساسها يتقبل الشعب الأداء السياسي لمن يحكمه، والطرق الشرعية لانتقال السلطة، مؤكداً أن السلطة الحاكمة لابد أن تأتي باختيار الشعب اليمني، ثم يتم الاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي وأطياف المجتمع. وعدد الدكتور الطريسي الجوانب التي تقوم عليها شرعية التدخل في اليمن، وأبرز اختراق الحوثيين للأعراف والمواثيق الدولية، وانقلابهم على السلطة الشرعية في البلاد، وتهديدهم لطرق الملاحة في مضيق باب المندب. بينما استعرض وكيل كلية الآداب بجامعة الطائف أستاذ التاريخ السعودي المساعد الدكتور مترك السبيعي، الموقع الجغرافي للبحر الأحمر وأهميته الاستراتيجية، تحدث فيها بالتفصيل عن أهمية الموانئ اليمنية للملاحة وحركة التجارة العالمية. وتطرق كذلك لتهديد الحوثيين المستمر لحركة الملاحة، وهجماتهم على السفن في مضيق باب المندب، واعتراضهم لقوافل الإغاثة، كما استعرض استراتيجية التحالف والجيش الوطني لمواجهة الميليشيات الحوثية ودحر خطرهم.