شارك معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد توفيق بن عبدالعزيز السديري في أعمال الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر الدولي للشؤون الإسلامية، المنعقد في القاهرة حاليًا التي استعرضت المعاني المختلفة للإرهاب وأساليبه وسبل مواجهته وتحديد مفهوم الإرهاب . وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية استطاعت بنجاح مقاومة ومكافحة الإرهاب على محاور عديدة وليس المحور الأمني فقط رغم نجاحه الكبير الذي سيشهد له التاريخ في مكافحة الإرهاب ومواجهته بحسم وقوة . وأشار معاليه في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان "مفهوم الإرهاب وصناعته ومظاهره وأشكاله وتمويله" إلى أن المملكة سنت أنظمة لمكافحة الإرهاب ومعالجته ومحاكمة من يتلبس بأفكاره وتجريم الجماعات الإرهابية التي صدر بها بيان واضح ومحدد بأسمائها . ونوه بالدور الكبير للعلماء وقادة الرأي ومثقفي المملكة في مواجهة الإرهاب ، قائلًا : "إن هيئة كبار العلماء بالمملكة كان لها دور في الحفاظ على السلم الاجتماعي وهي من أوائل الهيئات الدينية التي جرمت الإرهاب في وقت مبكر فقد صدر عنها قرارات وبيانات منذ السبعينات والثمانيات في تحريم الانتماء للجماعات واعتناق أفكار الغلو والتطرف ". وأضاف معالي الدكتور السديري "إن موضوعنا هذا اليوم محور من محاور المؤتمر الذي يهتم بموضوع صناعة الإرهاب والتحديات التي نواجها في مواجهته وما هي الآليات التي يجب أن نعمل بها في هذه المرحلة الحاسمة والمفصلية في تاريخ أوطانا وشعوبنا" ، مشيرًا إلى معاناة معظم بلدان العالم سواًء العربية أو الإسلامية أو الأجنبية . واستعرض معاني الإرهاب وكيفية تناول القرآن لتلك المصطلحات ، موضحًا أنه لا يوجد اتفاق على تعريف محدد للإرهاب حيث "أن القران الكريم أصل البيان ونبعه جاءت فيه مشتقات الإرهاب في أكثر من موضع كلها تشير الى الخوف والفزع والرعب لكن هذا المصطلح بمفهومه المعاصر الذي اختلف الناس في تعريفه بل إنهم لم يتوصلوا حتى الآن ولا يوجد إجماع على تعريف محدد للإرهاب هذا المصطلح بمفهومة الحديث والمعاصر هو من نتاج الحداثة الأوروبية بعد عصر التنوير والثورة الصناعية وما ارتبط بهذه الثورة الصناعية من تطورات وتغيرات شكلت المنظومة المعرفية للغرب بشكل عام فجاءت كثير من المصطلحات منها مصطلح الإرهاب ". وقال معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري خلال مشاركته في الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، "إن دراسة أي ظاهرة كانت وخاصة الظواهر الإجرامية يتطلب منا التعرف على معناها لأن التعرف على المعنى يساعد على فهم هذه الظاهرة ومواجهتها وتحديد الآليات المناسبة لهذه المواجهة ". وأوضح أن هناك إشكالية وصعوبة في التوصل لتعريف محدد للإرهاب لعده أسباب منها ممارسات بعض الدول القوية وتشعب الإرهاب وتعدد اشكاله وأهدافه وتناقضات هذه الأهداف وتقاطعها فيما بينها وخلط بعض الدول والمنظمات للأوراق في مجال تحديد مصطلح الإرهاب وما هو الإرهاب ومن هو الإرهابي . وتابع : نتج عن صعوبة تعريف ومفهوم الإرهاب أشياء كثيرة من أهمها إرجاء بلورة الجهود الدولية المجتمعة لوضع اتفاقية عالمية لمكافحة الإرهاب مما أدى الى اختلاط الأمور وتبرير بعض أعمال الإرهاب من قبل البعض والانتقائية في سواء في وصف الدول والجماعات والأفراد . وقال : "الحقيقة التي أقرها هنا أنه بإمكاننا أن نصف الإرهاب ونحدد أوصافه وملامحة وماهيته، وهو أسهل من أن نتفق على تعريف محدد للإرهاب من خصائصه السرية الشديدة للعمليات الإرهابية ونوعية الأساليب المستخدمة فيه واستخدام التقنيات الحديثة في تنفذ العمليات الإرهابية الأهداف والدوافع السياسية والايديلوجية والمصلحية ". وشدد على أن الإرهاب لا وطن ولا دين ولا لغة له، إنما هو أيديلوجية معينة لها أسباب ، مشيرًا إلى أن الواقع العربي والإسلامي مؤلم فيما يتعلق بالإرهاب الكل قد انكوى بنار الإرهاب الذي أثر وأعاق التنمية في كثير من البلاد العربية والإسلامية وأن أهم بعد أوجد هذا الإرهاب هو البعد الإيديولوجي، والأفكار التي نتجت عن جماعات وتنظيمات نشأت في مشرق العالم الإسلامي ومغربه منذ قرن من الزمان، هذه الجماعات التي ولدت الأفكار الإرهابية والأفكار العنف التي أدت إلى الإرهاب هي الشرارة التي انطلق منها الإرهاب . وخلص إلى القول : "لو أمعنا النظر في الجماعات ومن أسسوها نجدهم بعيدون كل البعد عن العلم الشرعي فهم بعيدون بل هم أنصاف متعلمين وأنصاف مثقفين قد يكون لدى بعضهم غيرة وحماسة وعاطفة ولكن في غير محلها ". // يتبع // 17:34ت م
عام / نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد يشارك في الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر الشؤون الإسلامية/ إضافة أولى واخيرة من جانبه، طالب وزير الدولة للشؤون الدينية في باكستان الدكتور سردار يوسف خلال الجلسة، بتعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات والمراكز المعنية بالتصدي للإرهاب لتبادل الرؤى لمواجهته والمعلومات التي تسهم فى محاصرة الإرهابيين والتعامل بوسائل التكنولوجيا الحديثة للتواصل مع كل فئات المجتمع لتوعيتهم من مخاطر الإرهاب . كما طالب رئيس اللجنة العلمية بمنتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة بأبو ظبي الدكتور يوسف حميتو بتفعيل دور العلماء والمفكرين وصناع القرار والسياسيين في التصدي للإرهاب وتجاوز الربط غير الحقيقي بين الإرهاب والدين ، مطالبًا بمراجعات فكرية علمية لأصحاب الفكر الإرهابي لتصحيحها وإعادة تحديد مفهوم الإرهاب وفق التطورات الراهنة بالمجتمعات الإسلامية . وبدوره دعا الدكتور محمد إبراهيم الحفناوي من علماء الأزهر إلى نشر الوعي بتعاليم الإسلام والاهتمام بالبرامج التى تقضى على الإرهاب، فضلًا عن نشر ثقافة التسامح والتخلص من أسلوب التلقين، والعمل على بناء فكرى وتفعيل الحوار البناء بعيدًا عن العنف . كما دعا الحفناوي، فى كلمته وزارات الأوقاف بالدول الإسلامية إلى تنظيم مؤتمر في مكةالمكرمة بعنوان (هذا هو الإسلام)، لتحديد مفاهيم الإرهاب وسبل مواجهته .