بدأت في بغداد اليوم ، أولى خطوات عملية المصالحة العراقية، مع إنطلاقة أعمال مؤتمر " النخب الوطنية التمهيدي "، الذي يستمر إلى يوم غدٍ ، بتنظيم مشترك بين منظمة التعاون الإسلامي ووازة الخارجية العراقية ، ولجنة المصالحة العراقية . وأكد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمة له أثناء المؤتمر ، ثقته في الخروج بتوصيات مهمة تعزز من قدرة الشعب العراقي وقيادته على ترسيخ الديمقراطية ، ومؤسسات الدولة، وكبح الفتن ومحاربة الإرهاب والتمسك بروح وثيقة مكةالمكرمة التاريخية لعام 2006، التي رعتها المنظمة ووقعها كبار العلماء ورجال الدين من سنة شيعة. وخاطب معاليه المؤتمر: إن منظمة التعاون الإسلامي تؤمن بأن حل الأزمة العراقية لابد أن يكون عراقيا خالصا، ما يتأتى بتقديم التنازلات المطلوبة لسد الذرائع أمام أي تدخلات خارجية، مضيفاً أن المواطنة القائمة على الحقوق المتساوية هي مفتاح الحل ، وأن التعددية المذهبية والطائفية واللغوية والثقافية والجهوية يجب أن تكون مصدر قوة للعراق، وليس مصدر ضعف. وأشار إلى أنه ولهذه الأسباب تقف منظمة التعاون الإسلامي على مسافة واحدة من جميع الأطراف والكتل العراقية، واضعة نصب عينيها مصلحة العراق وشعبه، موضحا أن الجميع ينظر إلى اليوم الذي تتحقق فيه المصالحة الوطنية الشاملة في العراق، لأنه نقطة التقاء لدول المنطقة، مشدد على إستقرار العراق الذي يمثل حجر الزاوية للعالم العربي والإسلامي. وهنأ معاليه العراق حكومة وشعبا وجيشا ، على تحقيق النصر الكبير على تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن العراق يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التوافق الوطني وتثبيت أركان الأمن والاستقرار ، داعيا إلى عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم ، وإطلاق مرحلة بناء المحافظات التي تحررت من تنظيم داعش الإرهابي. من جانبه شدد معالي وزير الخارجية العراقي، الدكتور إبراهيم الجعفري، على دور منظمة التعاون الإسلامي في تشكيل مظلة لعملية المصالحة العراقية، مؤكدا على الدور الذي يضطلع به معالي الأمين العام في قيادة هذا الجهد. وأضاف : أنه وفي الوقت الذي تتربع فيه النخبة على مقاعد الوسط في الهرم الاجتماعي فهي تؤثر على أصحاب القرار ، وفي الوقت نفسه تدفع بهم إلى قواعد المجتمع بالتوعية والتنوير، وهي توازن بين كل ذلك حتى تكون طرفا وسطا وفاعلا. وقال الوزير الجعفري : إنه توجد مصالحة في العراق، لكن هناك حاجة لتكريس وتعميق هذه المصالحة وإضفاء صفة الديمومة عليها ، مشيراً إلى التعايش الذي يميز الشعب العراقي من مختلف الطوائف والأعراق، لافتا إلى إن 26.1٪ تمثل نسبة الزيجات المختلطة بين السنة والشيعة ، مبيناً أن الجميع يتعايشون جنبا إلى جنب مع المسيحيين والأزيديين. ويشكل إنعقاد المؤتمر التمهيدي للمصالحة الوطنية العراقية ، مباشرة فعلية في عملية ترسيخ المصالحة العراقية التي بادرت بها منظمة التعاون الإسلامي ، على أن تستمر عملية المصالحة من خلال مشاورات يجريها الطرف العراقي مع التيارات والأحزاب السياسية الوطنية الأخرى في العراق ، وبما يكفل التنظيم الشامل والدقيق ، ويضمن الخروج بنتائج صلبة وعملية تتوج بالمصالحة الوطنية، وينتظر تحديد موعداً لاحقا بعد الانتهاء من التحضيرات والاتصالات اللازمة.