كشف معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، خلال اللقاء المفتوح، الذي نظمته غرفة الشرقية أمس، وحضره جمع من رجال وسيدات أعمال المنطقة الشرقية، عن أن المجلس يعكف حاليًا على تنفيذ مشروع ربط أنظمة المدفوعات الخليجية البنكية، وكذلك مشروع الهيئة القضائية الاقتصادية بحيث تضم الهيئة 12 قاضيًا بواقع اثنين عن كل دولة من الدول الست الأعضاء، منوهًا إلى أن المجلس يعمل على معالجة تحديات التكامل الاقتصادي، الذي يعد لبنة أساسية من لبنات المجلس التأسيسية. وأكد الزياني، أن دول المجلس هي دول مُصدرة للاستقرار، وأن رؤية قادة الخليج منذ التأسيس تتمثل في توفير بيئة آمنة ومزدهرة لجميع مواطني دول المجلس، لافتًا إلى أن للقطاع الخاص دور رئيسي في إقرار رؤى الازدهار، وأن هذا اللقاء الذي يأتي بعد أعمال القمة الأخيرة مباشرة يؤكد حسب قوله على مكانة المنطقة الشرقية وكذلك على ما يحظى به القطاع الخاص من مكانة ودعم كبير من لدن أصحاب الجلالة والسموّ القادة. وأفاد أن تحقيق رؤى الازدهار يتطلب تحقيق أربعة مرتكزات أساسية هي "إيجاد البيئة الآمنة ولها دور كبير في ارتفاع نسب الجذب الاستثماري، وأن دول المجلس قفزت قفزات واسعة في هذا الشأن إلى أن أضحت مُصدرة للاستقرار لما حولها من الدول"، و "التركيز على التنمية البشرية، وذلك بالعمل على تدريب الشباب على كيفية خلق فرص العمل، مشيرًا إلى أن المجلس استلم ما يقارب ال230 توصية حول دور المجلس في خدمة الشباب"، اضافة الى "قدرة دول المجلس في التعامل مع الأزمات على أنواعها وقدرتها كذلك على التعافي السريع، بما لذلك من مردودات إيجابية على الجذب الاستثماري"، و "المكانة الدولية لدول المجلس وما لذلك من انعكاسات مباشرة في تحقيق الازدهار، لافتًا إلى أن العلاقة طردية بين المكانة الدولية لدول المجلس وعملية جذب الاستثمارات وتحقيق الازدهار، فكلما ارتفعت مكانة دول المجلس الدولية ازدادت بالتأكيد قدرتها على جذب الاستثمارات". وبين أن ما يتعلق بتشريعات وممارسات الحوكمة، هناك 40 قانونًا موحدًا في هذا الشأن و110 قانون استرشادي جاري العمل على تحويلهم إلى قوانين موحدة، منوهًا إلى أنه جاري كذلك العمل على إزالة معوقات الاتحاد الجمركي اهمها الغاء حماية الوكيل المحلي وكيفية معالجة منتجات المصانع المقامة في مناطق التجمعات الاقتصادية باستثمارات خليجية. من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الرحمن بن صالح العطيشان أن هذا اللقاء محاولة من قبل غرفة الشرقية لإثراء الحوار حول الأدوار التي يمكن أن يُسهم بها قطاع الأعمال لأجل تعزيز منظومة التكامل الخليجي والانتقال بها من إطار التعاون إلى بوتقة الاتحاد، مشيراً الى أن الدول الخليجية ترتكز على أرضٍ صلبة من إجراءات التكامل الاقتصادي تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي تراوحت ما بين الاتحاد الجمركي والنقدي والسوق الخليجية المشتركة والربط الكهربائي والحديدي، وكذلك على رؤى استراتيجية تعمل هذه الدول على تنفيذها لأجل تنويع قواعدها الاقتصادية، مما عظَّم من حجم التجارة البينية بينهما وعضد في الوقت نفسه من مكانتها في الاقتصاد الدولي. وبين أن ما تشير إليه المؤشرات الدولية من تَصدُّر دول مجلس التعاون الخليجي لتصنيفاتها سواء تلك المتعلقة بمدى انخراطها في الاقتصاد العالمي والتدفقات العالمية أو التزامها بتطبيقات الحوكمة والكفاءة التنظيمية أو غيرها من مؤشرات التنافسية والأسواق المفتوحة -يؤكد بلا شك-مدى سلامة اقتصاداتها وخطواتها نحو استدامة علاقاتها وترابطها وتنويع قواعدها الاقتصادية. وأفاد أن الآفاق الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي لا تزال مواتية لاسيما ما يرتبط ببنيتها الاقتصادية من مقومات متعددة كانخفاض معدلات التضخم وارتفاع معدلات استثماراتها في البنية التحتية بحسب خططها المستقبلية، وهو ما أهلها ويؤهلها في الوقت نفسه على التعامل مع تداعيات الأزمات بمرونة عالية. وأكد أن هذه المرحلة الموسعة من الاستحقاقات والرؤى الاستراتيجية التي تأصلت فيها ضرورات التكامل والتنويع، تحتاج إلى المزيد من الحوار والنقاش بشأن دور القطاع الخاص في وضع التشريعات والأنظمة والقوانين وتحديات المبادلات التجارية البينية وزيادة قنوات التمويل ومستجدات العملة الخليجية الموحدة وغيرها من الموضوعات التي من شأنها تعزيز دور القطاع الخاص في تدعيم مسيرة التكامل الخليجي على كافة الأصعدة. وفي نهاية اللقاء قام رئيس مجلس إدارة الغرفة، عبد الرحمن بن صالح العطيشان، بتقديم درع تذكاري معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني. //انتهى// 16:34ت م www.spa.gov.sa/1697093