احتفت جامعة الدول العربية بيوم الوثيقة العربية الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان " القضية الفلسطينية.. مائة عام على وعد بلفور وخمسون عامًا على الاحتلال الإسرائيلي"، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من المسئولين والأكاديميين والمتخصصين في القضايا المرتبطة بالثقافة والتراث على المستوى العربي. ومَثَّل المملكة العربية السعودية في الاحتفال الذي أقيم اليوم مدير عام المركز الوطني للوثائق والمحفوظات والنائب الثاني لرئيس المكتب التنفيذي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي. وقال أبو الغيط في كلمته بهذه المناسبة : " إن الاحتفال بيوم الوثيقة العربية هو تأكيد على الأهمية البالغة للوثيقة باعتبارها موروثًا إنسانيًا لأية أمة من الأمم، وعنصرًا مهمًا من عناصر ثقافتها القومية، ومستودعًا رئيسيًا للبحث في التاريخ. وأضاف أن الاحتفال هذا العام بالوثيقة الفلسطينية يعكس أهمية دورها في إثبات الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، ويبرز ما يتعرض له الأرشيف الوثائقي الفلسطيني من عمليات سرقة وتزوير وتزييف، منوهًا بأن القرار الصادر عن اليونسكو العام الماضي الذي أقر بأن المسجد الأقصى هو تراث خالص للعرب والمسلمين ، أبلغ شاهد على الدور الرئيسي الذي لعبته الوثائق في التمهيد لخروج هذا القرار، ودورها الأشمل في الحفاظ على الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات تشويهها وطمس ملامحها. وأكد أبو الغيط أن هناك حاجة ملحة خلال المرحلة الحالية لمضاعفة الجهد اللازم لحماية التراث الثقافي العربي المهدد ، جراء عمليات التدمير والسرقة والنهب التي تصاعدت على مدى السنوات الأخيرة نتيجة الصراعات والنزاعات والحروب الداخلية التي شهدتها بعض الدول العربية، وأفرزت جماعات وتنظيمات إرهابية متطرفة قامت بأعمال تخريبية همجية استهدفت القضاء على ذاكرة الشعوب وتدمير تراثها الإنساني. وطالب الأمين العام للجامعة العربية بضرورة العمل على حماية الأرشيفات العربية المنهوبة واسترداد أصولها، والسعي لوضع قانون عربي نموذجي يوفر الحماية اللازمة لها من التدهور والإهمال والاندثار والتهريب ومن سوء التصرف فيها، بهدف الحفاظ على الإرث الوثائقي العربي باعتباره ثروة قومية ذات دور فاعل في صنع الحضارة الإنسانية، داعيًا في هذا الصدد إلى تنفيذ الاستراتيجية العربية الموحدة لاستعادة الأرشيفات العربية المنزوعة والمسلوبة والمنقولة لدى الدول الأجنبية والاستعمارية. يشار إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية افتتح على هامش الاحتفال السنوي بيوم الوثيقة العربية معرضًا وثائقيًا مصورًا ينقل تسجيلًا لتطورات القضية الفلسطينية، وتراث الشعب الفلسطيني.