وصف معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مناسبة اليوم الوطني بالمناسبة المميّزة ذات الأثر العظيم في ذاكرة ووجدان أبناء هذا الوطن العظيم. وقال: "هذا اليوم الّذي اكتملت فيه الوحدة، والتأمت فيه الفُرقة، وجمع فيه شتات هذا الوطن، هو يوم يشهد له التاريخ، فقد سجل في ذاك الوقت مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها مؤسس هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - سطَّر بها صفحة جديدة على وجه التاريخ المعاصر لجزيرة العرب، ظفر فيه هذا الوطن بخيرات ونعمٍ لا يعرف قدرها إلا من خَبِرَ تلك الحقبة التاريخية لذاك التاريخ المجيد، وأدرك الأحوال التي سادت جزيرة العرب حينها، وما اعتراها من بُعْدٍ عن منهج الله القويم، وتقويض لأصول الدين، وما فرق الناس من تشرذم وتناحر. وتابع معاليه قائلاً: "فمنذ تلك اللحظة بزغ لهذه البلاد فجر جديد، لسان حاله ينطق ويتحدث عن نفسه، فقد حوّل الفرقة إلى اجتماعٍ وألفة بين قبائل متناحرة، والتقت تلك القبائل واجتمعت على كلمةٍ واحدة، وعلى كتابٍ الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بوصفهماالأصل القويم في التنظيم والإدارة، الذي أصبحت به هذه الدولة أنموذجاً للقوة والعزة والشموخ والنهضة والسؤدد. واستطرد قائلاً: "لقد نطقت صفحات التاريخ وأصبحت المملكة العربية السعودية مهوىً للأفئدة بجهود متواصلة ، وأعمالٍ دؤوبة ، كان جَنَاها خدمة للدين والوطن الآمن، وصارت هذه البلاد بتلك الجهود، درة الصحراء ، وعروسها تجلت في أبهى صورها. فما أجملها ، وهي تفوح بعبق العز والمجد التالد ، وتتزين برونق الحضارة والتحديث ، وتزدهي في موكب التحضر، تتباهى على غيرها وعلى صدرها الناصع أكثر من عشرة عقود من الزمن مضت منذ ذلك الفجر الأول. وأكد معاليه أن التاريخ سيظل دومًا خير شاهد على ما كان يؤكده الملك المؤسس - رحمه الله -، فالكل يدرك أنه بذل كل ما كان يملك من جهد في سبيل نهضة ورخاء هذه البلاد، ووضع اللبنات الأساسية لذلك ، مشيراً إلى اهتمامه - طيب الله ثراه - وأبناؤه من بعده بخدمة الحرمين الشريفين، حيث قاموا على رعايتهما وتوسعتهما، إذ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344ه بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكةالمكرمة. وأخذت مشاريع التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة مباشرة ، ففي عام 1354ه أمر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بعمل ترميمات وتحسينات شاملة للمسجد الحرام. وفي عام 1368ه أعلن عن توسعة المسجد النبوي الشريف ، بعد أن ضاق بالمصلين ، فأضاف إليه مساحة شاسعة ، وفي مستهل عام 1373ه أُدخلت الكهرباء وأضيء كامل المسجد الحرام ، ووُضعت فيه المراوح الكهربائية ، واستمرت عملية توسعة وتطوير المسجد الحرام ، حتى شهد المسجد الحرام والمسجد النبوي توسعة عملاقة فاقت كل التصورات والتقديرات ، ولم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، والتي ما زالت تجري برعاية جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ، حتى بلغت مساحة المسجد الحرام 750.000 متر مربع، لتستوعب مليوني مصل في مواسم الحج والعمرة ورمضان ، واستمرت كذلك توسعة المسجد النبوي الشريف في مشروع يعد من أكبر المنجزات للمسجد النبوي الشريف. وقال: "لم تقتصر العناية في هذا الصدد على المسجدين فحسب بل كانت أكبر توسعة للمسعى لتتضاعف مساحته أربع أضعاف، ومشروع جسر الجمرات الذي أنجز بكفاءة أذهلت العالم ، ويعد آية في روعة وضخامة الإنجاز ومصدر فخر لجميع المسلمين وإنجازًا استثنائيًّا في إدارة الحشود ، وتتوالى الإنجازات الكبرى لهذا الوطن المجيد في خدمة حجاج بيت الله الحرام بمشروع يعد ضمن أسرع وأضخم عمليات التفويج عالميًّا ، وهو قطار المشاعر لتنتهي بذلك معاناة تنقلات الحجاج في منى وعرفات ومزدلفة". // يتبع // 20:09ت م
اليوم الوطني / مدير جامعة الإمام: باتت المملكة دولة أصيلة معاصرة تميزها الوحدة واجتماع الكلمة / إضافة أولى واخيرة واستطرد معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قائلاً: "لمواصلة ذاك الجهد العظيم وسيرًا على تلك المسيرة ، تستمر الإنجازات في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- ليتواصل الاهتمام والمتابعة الدؤوبة منه - أيده الله - لتذليل العقبات في سبيل عمارتهما وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ، لتشمل خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام بمكةالمكرمة ، تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول ، لتشمل هذه التوسعة التاريخية بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 1.470.000 متر مربع ومشروع "مترو مكةالمكرمة" استكمالًا لمشروع قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين. بالإضافة إلى ذلك ، وتعزيز منظومة شبكة النقل من أجل تسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج والعمرة والزيارة بكل يسر وسهولة ، ويشهد هذه المنجزات القاصي والداني، لتعكس الرغبة الأكيدة والملحة من ولاة الأمر في خدمة المسلمين ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة ، لترتفع أكف الضراعة داعية لولاة الأمر القائمين على ذلك ، وقد ضُخَّت فيها من المليارات بما لا يدخل تحت حساب ولا تضبطه أقلام الكُتَّاب، فجزاهم الله خيرًا وأجزل لهم المثوبة". ولفت معاليه النظر إلى رؤية 2030 التي تأتي في هذا العهد الزاهر ، لتقدم آمالا عُظمى لا نظير لها في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، فقد وعدت بتمكين ما يزيد على (15) مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام (1442ه – 2020م) وتسهيل أمورهم دخولًا وخروجًا ، فمما ورد فيها قوله : "وسنعمل على تمكين ما يزيد على (15) مليون مسلم من أداء العمرة سنوياً بحلول عام (1442ه– 2020م)، مع التأكيد على أن تكون نسبة رضاهم عن الخدمات التي تقدّم لهم عالية. سنسعى إلى تحقيق ذلك من خلال تسهيل إجراءات طلب التأشيرات وإصدارها وصولاً إلى أتممتها وتطوير الخدمات الإلكترونية المتعلقة برحلة المعتمرين ، وتمكينهم من إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية"، مؤكداً أنه سيكون للقطاعين العام والخاص دور كبير في تحسين الخدمات المقدمة للمعتمرين ومنها الإقامة والضيافة وتوسيع نطاق الخدمات المتوفرة لهم ولعائلاتهم ليستمتعوا برحلة متكاملة ، ومن ذلك توفير معلومات شاملة ومتكاملة من خلال التطبيقات الذكية للتيسير عليهم وتسهيل حصولهم على المعلومة. وأضاف قائلاً: "جاءت رؤية 2030 التي قدمها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - في سبيل ازدهار هذا الوطن الكريم لتعد بما هو أبعد من ذلك كله ؛ فبحلول عام 2030 ستكون "زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر" وهو ما لم يحدث في تاريخ الحرمين الشريفين من قبل. وركز أبا الخيل في حديثه على إعلان المملكة العربية السعودية عن الخطوة التاريخية التي ستغير وجه الوطن وتجعله في مصاف الدول المتقدمة "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله ورعاه -، التي اشتملت في مجملها على كثير من الأهداف المدعمة بخطط تضمن تحقيقها، من شأنها تحقيق قفزات نوعية على مستوى المنجزات والنماء والنهضة، وتتضمن مبادرات نالت إعجاب المواطنين، واستحوذت على ثناء الدول والشعوب، لأهدافها ذات المدى البعيد، والتي تسعى لتحول عظيم في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وسيكون لها الأثر العظيم في الرقي والتقدم. وشدد معاليه على ما يجب علينا أن نتذكره في هذه الذكرى الغالية، وما نذخر به من نعم عظمى، من العقيدة الصافية ، التي هي من أهم أسباب النصر والتمكين، وما نتج عن ذلك كله من آلاء عظيمة أسبغها الله على هذا الوطن ونعم متجددة متوالية لا تنفد ، وأمن وأمان وبُعْدٍ عما تموج به البلاد من فتن كقطع الليل المظلم ، وقيادة حكيمة تسير على خطى المؤسس ، وتتخذ من التطور والارتقاء منهجًا أثمر بما نحن فيه من رغد العيش ، وقوة في العلاقات الخارجية من الدول العربية والإسلامية والأجنبية، مؤكداً أن كل ذلك برهان قوة وتقدم وازدهار لهذا الوطن العظيم برعاية ملك حكيم؛ بما مكَّن الله له من تحصين وطننا من الإرهاب الغاشم فأيده الله بنصره ، برفع راية التوحيد، وتطبيق شرع الله القويم ، وذلك جدير بأن يذكره أبناء هذا البلد جيلاً بعد جيل ، لإبداء مآثر ولاة أمورنا الذين أرسل الله على أيديهم ما تذخر به هذه البلاد من نعم وفيرة.