دعا الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم اللازم لإيصال أكبر قدر من المساعدات الإغاثية والطبية إلى الأشقاء في ليبيا ، منوهًا في ذات السياق بجهود الهلال الأحمر الليبي وصموده رغم حجم التحديات الكبيرة التي تواجهه ونجاحه رغم ذلك في عمليات الاستجابة الإنسانية والإغاثية . وأكد أهمية استمرار التعاون والتنسيق بين جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية بصفة خاصة لتنفيذ العديد من برامج التوأمة الإنسانية التي تنفذها مكونات المنظمة من خلال جمعياتها المانحة في إطار الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للتخفيف من وطأة المعاناة للشعب الليبي الشقيق والحد من تداعيات الأوضاع هناك على حياة المدنيين , مشيرًا في ذات الصدد إلى برنامج التوأمة الذي عقدته الهيئة العامة للمنظمة في دورتها ال 42 المنعقدة مؤخرًا في تونس , وأبرز جهود الهيئات والجمعيات العربية هناك . جاء ذلك في بيان صحفي أصدرته المنظمة اليوم إثر اجتماع الشراكة الخاص بالحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي انعقد بالعاصمة التونسية اليومين الماضيين بحضور فاعل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر , إلى جانب جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في كل من ليبيا والجزائر ومصر والمغرب وتونس وقطر والنمسا وألمانيا والدنمارك والنرويج والسويد وبريطانيا لبحث تداعيات الأزمة التي تواجهها جمعية الهلال الأحمر الليبي من الناحية الإنسانية ومشكلة المهاجرين . وأفاد البيان، إن الاجتماع استعرض مستقبل الوضع الإنساني في ليبيا بعد ست سنوات من الصراع والاشتباكات التي تشهدها الساحة الليبية وتأثر المدنيين الليبيين على وجه خاص بها , بالإضافة إلى انتشار العنف المناطقي ووجود جماعات مسلحة أسهمت في تدهور الأوضاع الأمنية ، حيث نزح مئات الآلاف عن مناطقهم وما يزال الكثيرون منهم غير قادرين على العودة في ظل ازدياد صعوبة الحصول على الخدمات والسلع الضرورية ، الأمر الذي فرض قلة تواجد المنظمات الإنسانية الدولية هناك . وأضاف المصدر أنه تم كذلك استعراض مشكلة المهاجرين الذين يستخدمون ليبيا كنقطة للعبور إلى أوروبا وبالتالي تعرضهم لمخاطر كارثية ما أدى إلى ارتفاع عمليات الإنقاذ والوفيات في البحر , إضافة إلى عدم وجود إحصائيات يومية دقيقة لحصر حالات الغرق أو الوفاة , مشيرًا إلى أن الاجتماع ناقش صعوبة الوضع الإنساني المعقد في ليبيا ، مؤيدًا العديد من المبادرات القائمة بالفعل التي تجعل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر تعمل في إطار منسجم ومنسق لتعزيز دورها في تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في ليبيا ودعم القدرات التنظيمية والتشغيلية للهلال الأحمر. ولفت البيان النظر إلى أن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر قد طرحت خلال الاجتماع بعض الحلول التقنية العملية التي تخدم الجهود التنسيقية والتكامل بين العاملين في هذا الميدان وتسهم في تقديم الأعمال الإنسانية بكل تعاون وتوثيق .
