افتتحت بمدينة الدار البيضاء المغربية اليوم أعمال الورشة التدريبية الثانية ضمن برنامج (كايسيد) للزمالة الدولية في المنطقة العربية التي ينظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بمشاركة 25 مشارك ومشاركة من 12 دولة عربية ممثلين عن مؤسسات تعليمية رائدة ومؤسسات ناشطة في مجال الحوار. ويشمل برنامج الورشة، نقاشات حول التنوع وقبول الآخر والتواصل بين الثقافات، فضلاً عن تقديم بعض التجارب الناجحة المتعلقة بحوار الأديان. وفي افتتاح الورشة أوضح المدير العام لمركز (كايسيد) الدكتور فهد أبو النصر، أن العالم العربي الذي يواجه قضايا كثيرة تتعلق باستغلال الدين لتبرير العنف، بحاجة ماسة للقدوات والخبراء القادرين على نشر ثقافة الحوار وتعميم فوائده من خلال أعمالهم وتعاليمهم لنشر السلم والسلام بين المجتمعات الدينية. وأشار إلى أن أتباع عدة ديانات يستخدمون بشكل سيء الهويات الدينية لأغراض سياسية، مشدداً على الدور الذي يضطلع به رجال الدين في تكريس أسس الحوار، لقدرتهم على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تسخر لتبرير العنف والإرهاب. ولفت الانتباه إلى أهمية الأدوار التي يضطلع بها المشتغلون في مجالي التعليم والإعلام، مشيراً في هذا السياق إلى أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بلور برنامجاً يتعلق بإدخال لغة الحوار على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي. من جانبه أكد المدير المشارك في مركز آل نهيان بدولة الإمارات العربية المتحدة إلياس حلبي، أن المعضلة الكبيرة التي يعيشها العالم العربي حالياً تتمثل في سيادة منطق عدم قبول الآخر داخل الدين الواحد، بعد أن كان المشكل في وقت سابق بين الأديان، مشيراً إلى أن سيادة الفكر المتشدد الإلغائي والإقصائي والمغالاة، هو الذي يقود إلى التعصب والفرز، ومن ثم إلى العنف. وشدد حلبي على ضرورة العمل المشترك من أجل تغليب لغة الحوار على لغة العنف، أو ما سماه (الكلمة بدل اللكمة)، من خلال تغيير النظرة للدين وتصحيح المفاهيم. وأشارت باقي مداخلات المشاركين إلى أن الشخصية العربية تتميز بالتنوع، الذي يتعين تسخيره لتنمية الشعوب عوض تدميرها، مؤكدين أن ترسيخ لغة الحوار يتطلب تربية الأجيال على التعاطي الإيجابي مع الآخر من خلال احترام دينه وخصوصيته. يذكر أن برنامج الزمالة الدولية، يسعى إلى بناء الجسور بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة.