انطلقت اليوم ، فعاليات المؤتمر العالمي للتآكل وهندسة المواد والمعرض المصاحب بالجبيل الصناعية ،الذي ينظمه فرع الجمعية الوطنية لمهندسي التآكل وفرع الهيئة السعودية للمهندسين بالجبيل ، بمشاركة عالمية وحضور بارز من قبل قادة صناعة البتروكيماويات والتكرير والتكنولوجيا والتقنية والابتكار ، وذلك في مركز الهيئة الملكية الثقافي بالفناتير بالجبيل الصناعية . واستهل المؤتمر بكلمة لرئيس مجلس فرع الجبيل للهيئة السعودية للمهندسين المهندس مزيد الخالدي تناول من خلالها أهمية إقامة مثل هذا المؤتمر للحماية من التآكل للمنشآت الصناعية المختلفة و إيقاف الهدر المالي نتيجة عدم وجود سياسات مدروسة لدى كثير من المنشآت والمؤسسات مما يكبد الشركات الخسائر الكبيرة بالمليارات الناتجة عن التآكل في منشآتها. وتضمنَّت جلسات العمل استعراض شركة مرافق المياة والكهرباء ممثلةً بنائب الرئيس المهندس خالد السبيعي التحديات التي تواجهها الشركة والإجراءات التي تتبعها للتصدي ومنع التآكل ونقل خبراتها لفائدة المنشآت الصناعية و استبيان الخطط الطموحة التي تتبناها الشركة في هذا المضمار. بدورها الخبيرة والمستشارة العالمية الأمريكية ممثلة الجمعية الأمريكية للحماية من التآكل الين بومان تناولت في كلمتها التكاليف المرتفعة التي تتكبدها الشركات حول العالم والتي قدرت بأكثر من تريليوني دولار سنوياً نتيجة التآكل وبينَّت أن هناك ضعف كبير لدى المسؤولين التنفيذيين بالشركات بعدم معرفة هذا الجانب بما يساهم بوضع سياسات تحُد من التآكل وتخفض الهدر المالي. من جهته شدَّد نائب رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور سعود السبيعي على نتائج التعاون المثمر والدائم بين الهيئة الوطنية لمهندسين التآكل وهيئة المهندسين السعوديين الذي أثمر عنه عقد هذا المؤتمر الذي يحظى بدعم ومشاركة العديد من الخبراء المهتمين والمختصين بمجال الحماية من التآكل بالمنشآت الصناعية مثل الهيئة الملكية و / سابك / ، قائلاً "لا يخفى على الجميع وخصوصا من يعمل في مجال الصناعة ان هناك دائما تحديات وصعوبات في الوصول والمحافظة على سلامة الأصول الصناعية وتحقيق التشغيل الآمن لتلك الوحدات الصناعية وهذا بسبب عوامل عديدة ومختلفة من أهمها التآكل والمشاكل ذات الصلة". وأشار السبيعي إلى الدراسات العديدة التي كشفت أنَّ التآكل في المنشآت الصناعية تستهلك الكثير من حجم الناتج سوى بالطريقة المباشرة نتيجة توقف المنشآت عن العمل توقفاً غير مبرمج ، وكذلك ارتفاع كلفة الصيانة الدورية وتبديل الأجزاء التالفة نتيجة التآكل ، في حين أن تدخل الإجراءات الوقائية للحد من التآكل توفر تكاليف التشغيل والصيانة ، لافتاً إلى أن ضرر التآكل لا يقتصر بالتأثير فقط في الناحية الاقتصادية و يؤدي إلى مخاطر كبيرة في السلامة وصحة العاملين في المنشأة وكذلك أضراراً في البيئة المحيطة ، وهناك حوادث وقعت حول العالم نتيجة التآكل. وشدَّد الدكتور السبيعي على أهمية الاهتمام والحرص على الاجراءات الوقائية للحد من معدلات التآكل والتي بدورها تُسهم في زيادة السلامة في عمليات الإنتاج وحفظ البيئة وكذلك الثروات الصناعية ، مشيراً إلى أن هناك مراكز للبحث في معالجة التآكل والحد من مشاكله في المملكة سواءً في الجامعات أو المراكز الخاصة وكذلك هناك العديد من المؤتمرات والأنشطة تُعقد من وقت إلى آخر لتبادل الخبرات والآراء حول التآكل والطرق المختلفة للتحكم بها ، مشيراً إلى أن من هذه الاجتماعات الاجتماع الحالي بالجبيل الصناعية والذي يجتمع به المهنيين والخبراء في مختلف الصناعات جنباً إلى جنب مع مقدمي التقنيات والابتكارات الجديدة . وذكر السبيعي بأنَّ هذا المؤتمر يتطرق إلى التحديات والعوامل المسببة للتآكل في جميع أنظمة المياة المستخدمة في الصناعة مثل مياة التبريد والمياة المستخدمة في إنتاج البخار /الغلايات/ ، وكذلك طرح ومناقشة الأسباب والحلول للحد من مشاكل التآكل في مثل هذه المعدات الصناعية ، وقد قام الفريق الفني في هذا المؤتمر بمراجعة الكثير من الأوراق العلمية ذات الصلة و رشَّحَ منها 20 ورقة كانت مميزة ، بمشاركة عدد من الشركات الرائدة في معالجة المياة الصناعية وتقنيات منع التآكل الذين عرضو أحدث التقنيات والوسائل المساعدة في التغلب على مشاكل التآكل. بدوره رئيس جمعية مهندسي التآكل الدكتور فهد المطلق أكد أنَّ هذا الملتقى حضي باستجابة كبيرة من الشركات في المنطقة ، و الذي تمثل بالكم الكبير للحضور في اليوم الأول للملتقى ، متمنياً بأن يحقق هذا الملتقى اهدافه المرجوة والتي يأتي من بينها رفع الكفاءات بالمنطقة من خلال تبادل الخبرات بين المهندسين و المهتمين و استقطاب وعرض التقنيات الحديثة للمنطقة و إيجاد حلول للحد والسيطرة على التآكل في المنشآت الصناعية في المنطقة. إثر ذلك كُرِّم المشاركون والعارضون والداعمون للمؤتمر ، كما افتتح المعرض المصاحب الذي يحوي أحدث التقنيات لمعالجة التآكل بأنواعه المختلفة .