مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة

عام / خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة / إضافة أولى
الحفل الكريم .. وحسنا فعل مجمعكم الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة قبل نحو ثماني سنوات، حيث أكد أن التعبير عن الرأي حق مُصان في الإسلام ، وفقاً لضوابط الشريعة ومن أهمها: أن تكون الغاية مرضاة الله تعالى ، وخدمة مصالح المسلمين. ألا يتضمن الرأي أي تهجم على الدين أو شعائره أو شرائعه أو مقدساته. التزام الموضوعية والصدق والنزاهة والتجرد عن الهوى ، والمحافظة على مصالح المجتمع وقيمه ، وعدم الإخلال بالنظام العام للأمة ، أو إحداث الفرقة بين المسلمين . أن تكون وسيلة التعبير مشروعة ، مع عدم الإساءة للغير، ومراعاة قاعدة التوازن بين المصالح والمفاسد. أن يكون الرأي مستنداً إلى مصادر موثوقة وأن يتجنب ترويج الإشاعات. هذا وقد صدر عن المجمع أربع توصيات تحمي ما تقدم. ولكننا في الآونة الأخيرة شهدنا العديد من السجالات والتجاذبات واللغط حول حرية التعبير، خاصة في الفضاء الفكري المفتوح بلا ضوابط، ونحن إذ نؤمن بسعة الشريعة الإسلامية وحفظها للحقوق والحريات (المشروعة) إلا أنه يتحتم علينا الالتزام بهديها الحكيم في مواجهة المحاذير الخطيرة التي يعج بها هذا الفضاء، ضمانا لسلامة منهج أمتنا بما لها خصوصية دينية وحضارية, تميزها عن الأمم الأخرى، فمن حقنا بل من واجبنا أن نراعي هذه المقومات والخصوصيات في المعايير المعرفة لحقوق الإنسان في الأنظمة الأساسية (أو الدساتير) التي تحكم الدول الأخرى, والأنظمة الفرعية التي تنظم وتكفل الحقوق والحريات فيها, بحيث نأخذ منها ما يلائم هذه الخصوصية, ولا ننجرف إلى ما يخالف شرعنا الحنيف. لذلك فقد حالف التوفيق مجمعكم المبارك، وهو يعيد اليوم طرق الموضوع ذاته مجدداً، لمواجهة ما نعيشه من تحديات صعبة، يلعب فيها الفكر دوراً خطيراً _ سلباً وإيجاباً_ وتتطلع الأمة إليكم لوضع الخطط والبرامج المتنوعة لقراءة المشاهد الفكرية قراءة معمقة، وفحص أطروحاتها المنهجية ، والأخذ بالجوانب الإيجابية فيها، وتوظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في خدمة ديننا وتنمية أوطاننا ورفاهية شعوبنا، على أن يتم ذلك كله بما يتفق وخصوصيتنا الإسلامية. وكذا يؤمل من هذا المؤتمر أن يسهم بإضاءات مميزة تتعلق بموضوعه، تزيل الشبهات حول منهجنا الإسلامي التي تنشأ غالباً عن فهم قاصر أو تصور خاطئ لحقائق الإسلام، أو اندفاع غير متوازن في الرؤى والتصورات جهلاً أو عمداً. الإخوة الكرام.. هذا وتحرص المملكة العربية السعودية على أن تقدم أنموذجاً يحتذى لحماية الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق الرفاه والتنمية الشاملة للمجتمع، بما يتوافق مع القيم الإسلامية، ويحافظ على الأمن المجتمعي والتألف بين أفراده، ويعزز التمسك بدينه، والثقة والوئام بين المواطن والمسؤول. ونتمنى من ذوي الاهتمام بالشأن الإسلامي، والمؤثرين في مجتمعاتهم، أن يركزوا على إبراز المزايا التي يقدمها الإسلام في الحفاظ على كرامة الإنسان، والحرص على إسعاده وتنمية الفضائل فيه، وتوجيهه نحو الخير والنفع والتأثير الإيجابي، وأن يعرضوا حقوق الإنسان في صورتها المترابطة الكاملة حقوقاً وضوابط. كما أن المأمول من وسائل الإعلام والاتصال والنشر، أن تكون أداة خير لنشر القيم الروحية والإنسانية، والشعور بمسؤولية الكلمة وأمانتها، وخطر بث المواد والمعلومات المسيئة لمنظومة القيم والمثيرة للفتن. وقد حفلت أنظمتنا في المملكة العربية السعودية بهذه الضوابط حيث نصت المادة التاسعة والثلاثون من النظام الأساسي للحكم على ( التزام وسائل الإعلام والنشر، وجميع وسائل التعبير، بالكلمة الطيبة، وبأنظمة الدولة ، والإسهام في تثقيف الأمة و دعم وحدتها، وحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام، أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة أو يسئ إلى كرامة الإنسان وحقوقه). كما نصت المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر على أن " حرية التعبير عن الرأي مكفولة، بمختلف وسائل النشر، في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية". وتضمنت أهداف لائحة النشر الإلكتروني دعم ثقافة الحوار والتنوع، وتكريس ثقافة حقوق الإنسان، المتمثلة في حرية التعبير المكفولة للجميع، وفق أحكام النظام وكذلك نشر ثقافة الإعلام الجديد ووسائله في المجتمع، إضافة إلى حفظ حقوق الأشخاص في إنشاء وتسجيل أي شكل من أشكال النشر الإلكتروني". وفقكم الله وبارك في جهودكم، ولرابطة العالم الإسلامي الشكر على تنظيم هذا المؤتمر ممثلة في المجمع الفقهي الإسلامي، متطلعين أن يحقق الأهداف المرجوة منه. // يتبع // 16:57ت م

عام / خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة / إضافة ثانية
وكان الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي كلمة قال فيها إن الإسلام ركيزة أساس في بناء الحياة البشرية السوية، التي تحقق العدالة والكرامة والأمن والتنمية ، وكل ما يصبو إليه البشر من حياة طيبة هنية، وهو في ثوابته لا يتعارض مع منتجات العصر، بل إنه يشجع على تحصيل الرقي المادي، والتقدم الحضاري، والإسهام في بناء الإنسانية وعمارة الأرض. وأكد أن هذه الدولة المباركة - بحمد الله - قد قامت منذ تأسيسها على خدمة الإسلام والمسلمين، وتبني قضاياهم، حيث وقف ملوك هذه البلاد ضد التيارات الفكرية المنحرفة التي عصفت ببعض الدول العربية والإسلامية في وقت من الأوقات، كما حاربوا موجات الغلو والتطرف والإرهاب، مشيرا إلى أنه في هذا العصر برز ظهور بعض الشعارات التي تقوم على الإعراض عن دين الله، وتشيع الانفلات من الدين والقيم والأخلاق، واستهداف فئات من المسلمين. وأوضح أن المجمع الفقهي منذ بدأ نشاطه عام 1388ه ، قام بعقد اثنتين وعشرين دورة صدر عنها أكثر من مئة وثلاثين قراراً في أمور العقيدة والأحكام الفقهية العامة، والاقتصادية والطبية والفلكية والاجتماعية، كما سيعقد دورته الثالثة والعشرين هذا العام -إن شاء الله- ، وعقد ثلاثة مؤتمرات عالمية، وتسع ندوات، منها ثلاث ندوات عُقدت هذا العام، وسيعقد هذا العام -إن شاء الله- ندوتين إحداهما في أوروبا. كما أصدر عدداً من البيانات والتوصيات، وأصدر ميثاق الفتوى ، في إحدى وأربعين مادة، وعدداً من التوصيات، وأصدر مجموعة من البيانات والقرارات، منها ما رد فيها على من حاول إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، أو البلدان الإسلامية، ومن بينها المملكة العربية السعودية ، وقام بترجمة قراراته إلى عدد من اللغات، وهو مستمر في الترجمة إلى لغات أخرى وقدم للعالم أكثر من أربعمائة مطبوع، وكل هذه الأعمال تقرر أحكاماً شرعية، في قضايا نازلة، وتعالج مشكلات حادثة ، وذلك خدمة للإسلام والمسلمين في كل مكان. ثم ألقيت كلمة الهيئات والمؤسسات الإسلامية العالمية المشاركة ألقاها نيابة عنهم معالي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه أشاد فيها بالجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزفي خدمة الإسلام ونصرة المسلمين ، مثنيا على النموذج الحضاري الذي تنتهجه المملكة منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز رحمه الله معتمدة في حكمها على كتاب الله وسنة رسوله وقياس علماء الأمة واجماعها. وفي ختام كلمته شكر معاليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على هذه الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر الذي تناقش موضوعاته قضايا الأمة وتلامس احتياجاتها ، كما عبر عن شكره لمعالي الأمين العام للرابطة على تنظيمها لهذا المؤتمر . // يتبع // 16:57ت م

عام / خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة / إضافة ثالثة
ثم ألقيت كلمة المشاركين في المؤتمر ألقاها نيابة عنهم سماحة رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد غورمز - رفع خلالها بالغ الشكرِ والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي عهده ، على جهودهم في خدمة الإسلام والمسلمين . كما عبر عن شكره لصاحب السمو الملكي الأميرِ خالد الفيصل، أميرِ منطقة مكة المكرمة، على تفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين. كما شكر باسمه واسم رئاسة الشؤون الدينية التركية العلماء والأكاديميين كافة الذين سوف يُسهِمون في إثراء هذا المؤتمر العالمي ، داعيا المولى عز وجل أن يوفق الجميع لرفع راية الدين الحنيف وخدمة الإسلام والمسلمين . وقال: إن الأصول والفقه هما مفهومان جوهريان بالنسبة للعلوم الإسلامية كلها حيث ابتكر العلماء المسلمون فناً لم يعهد تاريخ العلوم بمثله مضيفين كلمة "الأصول" إلى "الفقه" وضبطوا في بطون مؤلفاتهم القواعد التي يتوصل بها المجتهد إلى استنباط الأحكام العملية الشرعية في غاية الدقة والتمحيص مما أنتج تراثاً علمياً زاخراً بالعطاء وفَتَحَ لنا آفاقاً فكرية رحبة ، وكان غرضُهم من ذلك تحديدَ منهاجٍ موحدٍ يراعون به في استنباط الأحكام من النصوص ويحتكمون إليه عند الاختلاف، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نذكر هؤلاء الأجلاء بالفضل والاحترام على ما بذلوا من مساعيهم المشكورة ونهوضهم بما عليهم من مهام و أدائهم وراثة الأنبياء خير أداء. وبين أن الإسلام يتكون من مجموعة من المبادئ والكليات والثوابت والمحكمات والمثل العليا التي خرجت إلى حيز الوجود واكتملت بالتدريج مع نزول الوحي لمناسبات إنسانية متغيرة ومتطورة .. فالحياة في الفكر الإسلامي ليست راكدة ولا جامدة بل هي ظاهرة حية ومفعمة بالحركة المستمرة ، والإسلام طريق، وصراط، وشريعة وليس محطةً أو منزلةً من منازل الطريق. وقال رئيس الشؤون الدينية التركية إن الحضارة الإسلامية هي حضارة كلام والكلام لباس للمعنى والمعنى نواة للفكر والفكر دعامة يبتني عليها صرح الحياة بكل جوانبها ، إذا يمكننا القول بأن فهم النصوص متوقف على فهم صحيح لألفاظها ، ولهذا السبب بالذات تناول الأصوليون المباحث اللفظية بإسهاب وقتّلوها بحثا وكان كل همهم تحديد إمكانيات الدلالات اللفظية ، إلا أن الدلالات عملية تستهدف وصول المعنى إلى المخاطب، وبمعنًى آخر، إن عدم وصول المعنى إلى المخاطب يعني عدمَ تحقق الدلالة، لأن الله عز وجل وضع الشريعة للإفهام. ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر منوها بأهمية الموضوع الذي اختاره المجمع الفقهي لهذا اللقاء؛لأن العصر الذي نعيش فيه عصر التجاذبات الفكرية والاستقطابات الثقافية من كل لون، والافتتان بالتطورات والتغيرات التي تستهدف كل شيء في حياتنا، وتهدد أعز وأقدس ما نملك، وما يعطي حياتَنا مغزاها، إسلامَنا الذي ارتضاه الله تعالى لنا، وأكمله وأتم به النعمة: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))[المائدة/3]. إنه الدين الذي لا يقبل الله غيره: ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ))[آل عمران/19]؛ ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)) [آل عمران/85]. وأوضح أن من أهم ما برز في تطورات الحياة الاجتماعية والمدنية في الغرب، وكانت له أصداء قوية في عالمنا الإسلامي، لاحتدام الجدل حوله، موضوع الحرية الشخصية، وأهم ما يتجلى في جوانبها حريةُ إبداء المعتقدات والأفكار المختلفة، والتعبير عن الرأي بشتى فنون التعبير، وفي مختلف الوسائل التي توصل الإنسان إلى المجتمع والرأي العام، كالتأليف والإعلام والفن. وبين الدكتور العيسى أن هناك أصواتاً شاذة عن نهج الاعتدال، لا تفتأ تطالب بإطلاق العِنان للناس ليقولوا ما شاءت لهم أهواؤهم، ويدعوا لما شاءوا من الملل والنحل والمذاهب الفكرية، والمظاهر السلوكية مهما شذت واستهجنت في الشرع أو الطبع مؤكدا أن الحرية قيمة من أهم القيم الإنسانية، وأن أشق ما يتعرض له الإنسان في حياته، أن تصادر عليه حريته، وأن تصير تصرفاته وقراراته بيد غيره، أو تكون مرتهنةً للقيود والرقابة، فيجبر على أن يقول أو يفعل ما لا يريد، أو يمنع أن يقول أو يفعل ما يريد. // يتبع // 16:57ت م

عام / خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة / إضافة رابعة
وقال معاليه: غير أننا نجد لدى التأمل أن الحرية إذا أطلقت على عواهنها، حولت الإنسان إلى مصدر أخطار وفوضى تهدد المجتمع برمته؛ فلن تجد في العالم مجتمعاً ينعم بالنظام والأمن، إلا وحريات الأفراد فيه منضبطة بقواعد تقتضيها المسؤولية الاجتماعية، والتوافق مع مقتضيات الأنظمة التي تحكم الدولة، وتنظم شؤون المجتمع على وجه يضمن العدالة ويحقق الأمن والاستقرار. وأضاف كل مجتمع له الحق والسيادة الكاملة في الاستناد إلى خصوصياتها الثقافية في تكوين مرجعية عليا لمنظومتها القانونية، ومما تتميز بها المجتمعات المسلمة أن للدين أهمية مركزية في توجيه السلوك الفردي والعلاقات الاجتماعية، وهو هو مصدر قيمها الخلقية والاجتماعية ومقياس مُثلها العليا. والإسلام ليس قاصراً على الشؤون الاعتقادية والتعبدية، بل هو نظام شامل للحياة، يمدها بمبادئه وأصوله التشريعية في مختلف المجالات. فلا يصلح حال المسلمين إلا على أن تكون دساتيرهم أو أنظمتهم التأسيسية، مستلهمة مما انطوى عليه الكتاب والسنة، من قواعد كلية وأصول عامة، وأن لا تكون الأنظمة الفرعية في شيء منها متعارضة محكمات الشريعة وثوابت الإسلام. وأردف قائلاً وبهذه الخصوصية التي تعطينا هويتنا، وتحفظ لنا مكانتنا الحضارية بين الأمم، نتعامل مع مفهوم الحرية إنْ في تصورها أو تطبيقها، بمعاييرنا الإسلامية، وضمنَ منظومتنا الفكرية وسياقنا الحضاري؛ فحرية التعبير أو غيرها من الحريات الشخصية، لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون مسوغاً لإسقاط الاعتبار لقيم المجتمع وثوابته، ولا لضرب خصائص الأمة وأخلاقها ومرجعيتها الأساسية، والاستخفاف بالمقدسات الإسلامية والأحكام الشرعية الثابتة؛ فإنها إذ ذاك تشكل تهديداً غير مباشر للأمن والاستقرار في المجتمع المسلم. وعبر عن مله في أن يسفر هذا المؤتمر عما يرجى منه من نتائج تعزز الأمن الفكري للأمة، وتسهم في تبديد ما يثار من الشبهات حول موقف الإسلام من الحقوق والحريات، ومن أبرزها حرية التعبير، في خضم التحولات المتسارعة والانفتاح الواسع على الثقافات والأفكار، وما يستتبعه من انتشار الدعوات المنحرفة عن جادة الحق والهدى الذي جاء به الإسلام، وأن تركز نتائج المؤتمر على إيضاح العلامات الفارقة بين الحرية التي كفلها الإسلام، وربطها بكرامة الإنسان، وما تقتضيه من التزامات ومسؤوليات تجاه الآخرين، وبين الفوضى والانحلال من قيود الأخلاق والقيم المجتمعية، والعبث بالأمن الفكري للأمة والمجتمع. ورفع معالي الدكتور العيسى باسم رابطة العالم الإسلامي ومجمعها الفقهي والجهات المتعاونة معها، شكرها الجزيل إلى خادمِ الحرمين الشريفين، الملكِ سلمان بنِ عبد العزيز آلِ سعود، أيده الله، وإلى سمو وليِّ عهده الأمين ، وإلى سمو ولي وليّ العهد ، على الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر، ولمختلف مناسبات الرابطة، وتشجيعها ودعم مناشطها، انطلاقاً من المنهج الذي تسير عليه المملكة في خدمة الإسلام والدفاع عنه، والاهتمام بقضايا الأمة وشؤون المسلمين المختلفة. كما عبر عن شكره لصاحب السمو الملكي الأميرِ خالد الفيصل أميرِ منطقة مكة المكرمة، على اهتمامه المتواصل بالرابطة ومناسباتها، وتفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ولسماحة المفتي العام للمملكة، ورئيسِ المجلس الأعلى للرابطة،الشيخ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الله آلِ الشيخ ولأصحاب المعالي والفضيلة المشاركين في هذا المؤتمر، والإخوة الإعلاميين، على مشاركتهم وتعاونهم مع الرابطة. // يتبع // 16:57ت م

عام / خادم الحرمين الشريفين : المملكة تحرص على أن تقدم أنموذجاً يقتدى لحماية الحقوق والحريات المشروعة / إضافة خامسة واخيرة
عقب ذلك ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السموِّ الملكيِّ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى ، والحضور. وقال : نشكر رابطة العالم الإسلامي على إقامة هذا المؤتمر الذي يدل على تحسسها لمشاكل الأمة الإسلامية، وقضايا العالم الإسلامي ، وذلك من خلال إقامة مؤتمرات لمباحثة ومناقشة ما يستجد من أحداث وقضايا ومشاكل تؤرق قلب كل مسلم غيور وكل مهتم بشأن الإسلام وأهله . وأضاف سماحته قائلا : إن الإسلام جاء لهداية البشرية ، وإخراجهم من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإيمان والهداية إلى الصراط المستقيم ، وقد نزل الله كتابه الكريم فيه الهدى والبيان والنور والشفاء لما في الصدور، وقد تضمن هذا الكتاب الكريم بيان جميع الأحكام المتعلقة بأمور العقيدة من الإيمان بالله وكتبه ورسله والإيمان بالغيب والإيمان بالآخرة وما فيها من البعث والنشور والجزاء ثم الحياة الأبدية إما في الجنة والنعيم للمؤمنين أو في النار والجحيم للكافرين . كما بين هذا الكتاب جميع الأحكام المتعلقة بالإنسان في هذه الحياة الدنيا ، من تنظيم الأمور الشخصية للفرد ، والشؤون المتعلقة بالجماعة ، والأسرة المسلمة ، والمعاملات ، والقضاء ، والعلاقات بين أفراد المجتمع المسلم بمختلف طبقاته . وبين سماحته أن المحرمات والمعاصي التي يحرم ارتكابها وما يترتب على ذلك من عقاب في الدنيا أو عذاب في الآخرة حيث لم يترك الإسلام أمرا إلا وبين حكمه في نصوص صريحة واضحة في كتاب الله الكريم ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ببيان شاف ليس للشك فيها مجال ولا للزيع عنها مساغ ، ولا لأحد في مخالفتها عذر ولا حجة ولا برهان. وقال سماحته : والواجب عليه كذلك التسليم التام لحكم الله ورسوله وعدم مناقضته, قال تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلً ضلالاً مبينا)، وقال تعالى : (قل أطيعوا الله والرسول فإن تولًوا فإن الله لا يحب الكافرين) والواجب عليه كذلك إذا اشتبه عليه شيء من أمر الدين أن يرجع إلى محكماته وثوابته وأن لا يتبع المتشابه, فأتباع المتشابه من صفات الذين في قلوبهم زيغ وضلال, قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تاويله وما يعلم تاويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب). وحذر مفتى عام المملكة المسلم من أن يجعل عقله وهواه حاكماً على ما يثبت بنص الكتاب الكريم أو ثبت في السنة النبوية المطهرة، قال تعالى: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ). حضر الحفل صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد للحقوق، وعدد من أصحاب المعالي ونخبة من علماء الأمة الإسلامية والباحثين و المفكرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.