عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : فحين تكون حيدة الخلق عن دين الله و الجفوة بينهم وبين ربهم بالإعراض عن صراطه ومخالفة منهجه والصد عن سبيله يقع الخلل ويثور الاضطراب المفضي إلى شر عظيم وفساد كبير عانت من ويلاته الأمم من قبلنا فحل الخصام بينهم واشتعلت نار العداوة والبغضاء بعدما كانت المحبة والآلفة تظلهم وهو خلل يتجاوز أثره وتتسع دائرته فتعم الأرض كلها ذلك أن الصلة وثيقة بين هذه الأرض وبين ما نعمرها به وما نقدم عليه من أعمال . وأضاف فضيلته : إن المؤمن حين يقف على مفترق طرق وحين تعرض عليه شتى المناهج لا تعتريه حيرة ولا يخالجه شك في أن منهج ربه الأعلى وطريقه هو سبيل النجاة وطريق السعادة في حياته الدنيا وفي الأخرة ، و أما المعرض عن ذكر ربه بمخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو الشقي الخاسر حقاً قال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) . وبين فضيلته أن ضنك المعيشة في الدنيا كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بأن لا يجد طمأنينة ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد . // يتبع // 16:05ت م
عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة ثانية واخيرة وفي المدينةالمنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة اليوم عن أسباب تفريج الكروب وإزالة الهموم، موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال " إن هذه الحياة الفانية مليئة بالمصاعب والمتاعب ,قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) وأن الأصل العظيم للخروج من مصاعب هذه الحياة والخلاص من همومها يكن في تحقيق التقوى سراً وجهراً, والرجوع إليه والإنابة لجنبة ليلاً ونهاراً والتفرغ لعظمته والانكسار له في الضراء والسراء . وأوضح أن من صور هذا الانكسار والتضرع والاستسلام لله جل وعلا ما أرشد اليه صلى الله عليه وسلم جملة من الصحابة وأوصاهم به قلبا وقالبا, قولا وفعلا, سلوكا وحالا فلقد أرشد أبا موسى رضي الله عنه بقوله له :((قل لاحول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة)). وبين فضيلته أن من أسباب تفريج الكروب وإزالة الهموم أن الإنسان متى استبطأ الفرج وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة ، فعليه أن يرجع إلى نفسه باللائمة ويحدث عن ذلك توبة صادقة ، وأوبة إلى الله مخلصة وانكسار للمولى واعترافٌ له بأنه أهل لما نزل به من البلاء، وأنه ليس بأهل لإجابة الدعاء وإنما يرجوا رحمة ربه ويطلب عفوه . ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى المحافظة على مثل هذا الذكر العظيم في كل وقت وحين فخيراته متنوعة وأفضاله متعددة لقولة صلى الله عليه وسلم (مَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ) .