دعت جامعة الدول العربية إلى تضافر الجهود المشتركة بين الدول الأعضاء من أجل النهوض بالتنمية الصحية والرعاية الطبية والخدمات المقدمة للمواطنين في الدول العربية، وإيلاء اللاجئين والنازحين بالمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة اهتماماً صحياً كبيراً والعمل على تلبية احتياجاتهم الطبية. جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، السفير بدر الدين علالي، أمام الجلسة الافتتاحية للدورة ال47 لمجلس وزراء الصحة التي بدأت أعمالها اليوم بالقاهرة، وترأس وفد المملكة فيها معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة. وأكد السفير علالي أهمية هذا الاجتماع الذي يعقد في ظروف سياسية وصحية صعبة تعيشها العديد من دول المنطقة وهو ما انعكس على الموضوعات المطروحة أمام المجلس، معرباً عن تطلع الجامعة العربية لعقد منتدى شامل يضم القيادات التنفيذية ورجال الدين لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإيدز من أجل القضاء عليه بحلول 2030. من جانبه، شدد وزير الصحة اليمني ناصر باعوم، رئيس الدورة الحالية للمجلس، على ضرورة توافر الإرادة السياسية لدى الحكومات العربية لتوفير الدعم المادي والصحي اللازم للنهوض بالصحة والرعاية والخدمات النوعية في البلدان العربية وتعظيم الشراكة مع القطاع الخاص في هذا الإطار. وحذر "باعوم" من التداعيات الخطيرة التي خلفتها الصراعات والحروب في العديد من دول المنطقة التي أدت إلى إزهاق الأرواح وتشريد الملايين داخل وخارج البلدان العربية فضلا عن تشريد عدد غير قليل من الكوادر الطبية ومعاناة المواطنين من عدم الحصول على المياه النقية وتفشي الكثير من الأمراض وسوء التغذية التي أودت بحياة الكثيرين. ودعا إلى إنشاء آلية طبية عربية مشتركة لمكافحة الأمراض السارية والمزمنة والاستفادة من الاتفاقيات المشتركة مع التجمعات الإقليمية الأخرى وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في القطاع الصحي. من ناحيته، دعا وزير الصحة والسكان المصري الدكتور أحمد عماد الدين راضي، إلى تعزيز التكامل العربي في مجال الدواء، منوهاً بأهمية إنشاء المدونة العربية "جي إم بي" لجودة تصنيع الأدوية وكذلك الاتفاق حول معايير متطلبات المصانع الدوائية في الدول العربية. وشدد على أهمية الاستفادة من التجارب العربية الناجحة لرفع جودة وسلامة الغداء والدواء عربياً، مشيداً في هذا الإطار بإسهامات الشركات العربية والمجتمع المدني في مجالي التصنيع الغذائي والدوائي. بدوره، تعهد وزير الصحة الموريتاني "كان بوبكر"، رئيس الدورة السابقة للمجلس، بمواصلة دعم جهود النهوض بالمجال الصحي العربي وتحقيق التكامل المنشود، منوهاً بالقرارات الصادرة عن القمة العربية الأخيرة في نواكشوط في هذا الإطار.