دعت جامعة الدول العربية إلى تكثيف التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه والتعامل مع هذه المشكلة في مراحل تكوينها ونموها، موضحة أن معالجة جذور الاٍرهاب واسبابه لابد وأن تكون جنباً إلى جنب مع مكافحته بمختلف الوسائل الأمنية والقانونية والاجتماعية والإعلامية والعمل على توجيه الاهتمام للصلات القائمة بين الاٍرهاب والأنماط الاخرى للجريمة المنظمة مثل غسل الاموال واستغلال الإرهابيين لوسائل التواصل الاجتماعي في إطار استراتيجية شاملة تمثل الطريق الاسلم للوقاية من هذه الافة. جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون القانونية بالجامعة العربية السفير فاضل جواد، أمام الاجتماع الحادي والعشرين لفريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الاٍرهاب، الذي أنطلق بمقر الجامعة العربية برئاسة العميد محمد عبد الكريم طبيشات رئيس الفريق وبمشاركة ممثلي الجهات المعنية بالدول العربية الأعضاء. وقال السفير جواد: " إن الجامعة العربية تولي موضوع التنظيمات الإرهابية أهمية خاصة وبالتالي جاء التركيز على مناقشة انضمام المقاتلين الأجانب إلى تلك التنظيمات في جدول أعمال الاجتماع". وشدد على أن التحديات التي تفرضها القنوات الجديدة لتمويل التنظيمات الإرهابية تستدعي البحث فيها وكشف الحيل التي تستغلها التنظيمات الإرهابية ووضع حلول قانونية وأمنية لها وتوجيه الاهتمام للوسائل التي تستغلها كاستغلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكد السفير جواد اهمية الدور المركزي للأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب وأجهزتها وعلى وجه الخصوص جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمكتب العربي لمكافحة التطرّف والإرهاب في تنسيق جهود الدول العربية لتحقيق مواجهة فعالة للإرهاب باشكاله وصوره كافة وتجفيف منابع تمويله. وأشار إلى أن الاجتماع يشكل انطلاقة جديدة لتفعيل آليات جامعة الدول العربية للقيام بالدور المنوط بها في تعزيز التعاون بين دول المنطقة لمكافحة الاٍرهاب والجريمة المنظمة والنجاح في تجاوز التحديات الراهنة. بدوره، أكد رئيس فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الاٍرهاب العميد محمد عبد الكريم طبيشات، في كلمته، أهمية تعزيز التعاون والتنسيق والتحالف المشترك على المستوى العربي والعالمي لمكافحة الاٍرهاب في ظل التحديات والاحداث الراهنة واتساع رقعتها على الساحة العربية بوجه الخصوص والعالم بوجه عام. وطالب بوقفة حازمة من الجميع وتسخير الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة وتوظيف الإمكانيات التشريعية والقضائية والأمنية والسياسية والاقتصادية والتربوية والإعلامية لمكافحة هذه الظاهرة التي أصبحت تنفذ من خلال تنظيمات تشكل خطراً كبيراً يهدد الوضع الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي لبعض الدول. وأكد العميد طبيشات أن الاٍرهاب عدو مشترك يهدد الجميع وأن الحرب عليه من الجبهة العسكرية ليست كافية وحدها لدحره ودرأ شروره، مشدداً على أن هزيمة هذه الآفة تتطلب شن حرب شاملة على الجبهات كافة ومن كل النواحي. وشدد على ضرورة أن يكون هناك توافقاً سياسيًا عربيًا وعالميًا حول كيفية التعامل مع الاٍرهاب والعناصر الارهابية بحيث يكون التصدي للإرهاب بكل قوة من خلال العمل تحت راية واحدة واجندة واحدة في الميادين كافة. ويناقش الاجتماع على مدى ثلاثة أيام عدد من البنود المهمة المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية وظاهرة الإرهابيين الأجانب، والاٍرهاب الالكتروني، ومكافحة التطرّف العنيف المؤدي إلى ارتكاب أعمال إرهابية، والتحديات المتعلقة بالقنوات الجديدة لتمويل التنظيمات الارهابية، وتصنيف الكيانات الإرهابية الناشطة في الساحة العربية.