عاش زوار قرية الباحة التراثية بالجنادرية وأطفالهم مع 30 أهزوجة وأغنية شعبية اعتاد أطفال منطقة الباحة ترديدها منذ عقود بهدف التسلية واللعب. وعلت أصوات الأطفال الذين توافدوا بكثافة مساء البارحة على ركن الألعاب الشعبية في القرية، وتنافسوا في أداء وحفظ الأغاني الشعبية التي تتضمنها هذه الألعاب، وعمد القائمون في القرية على إدراجها بين أهم الفعاليات المقدمة لزوار مهرجان "الجنادرية 31" بشكلٍ يومي، لاسيما بعد إشراك أطفال الزوار في هذه الألعاب، بهدف المحافظة على هذه الألعاب والأغاني بين ألعاب الأطفال المتناقلة جيلاً بعد جيل. يذكر أن منطقة الباحة اشتهرت بالعديد من ألعاب الأطفال الشعبية، التي تتضمن أغاني وأهازيج مختلفة، مثل لعبة (شبر .. شبرين) و ( السقطة ) و ( البيوت ), ، في حين عرف أطفال المنطقة ألعاباً تمارس بواسطة أدوات مصنوعة من الخشب، على غرار (النبالة، والصفريقة، والسيارات). وتتنوع الألعاب الشعبية وطريقة ممارستها، فبعضها يعتمد بشكل رئيس على المهارات والقدرات البدنية وخفة الحركة والمناورة والدقة والملاحظة والذكاء والتفكير وسرعة اتخاذ القرار، مثل ألعاب (الدسّيسة، والغمّيمة) التي يفضل لعبها في الليالي التي يصبح فيها القمر بدراً مكتملاً. هذه الألعاب الشعبية القديمة أسهمت بشكل رئيس وفاعل في تقوية الروابط الاجتماعية وبث روح الألفة بين أبناء الجيران من الأطفال والشباب ومكنتهم من تمضية أوقات فراغ مفعمة بالأنس والمحبة، فقد كانت متنفساً مثالياً انعكس على الحالة النفسية والبدنية لممارسيها .