عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعاً تشاورياً اليوم برئاسة سفير تونسبالقاهرة مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نجيب المنيف، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، للاطلاع على خطة تحرك الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي. واقترح السفير صلاح الدين الجمالي ضمن خطة عمله للمرحلة المقبلة، إنشاء صندوق عربي لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب الليبي، مؤكدا أهمية هذا الصندوق في ظل الأزمة الإنسانية التي تشهدها ليبيا حيث أصبح هناك نصف مليون نازح داخل البلاد كما أن نصف الشعب الليبي يعيش تحت خط الفقر. وقال إن هذا الصندوق قد يساعد على تحريك البعد السياسي لأن الجامعة العربية إذا تدخلت ميدانياً فإن ذلك من شأنه أن يزيد فعالية دورها السياسي، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة تقوم بأدوار كبيرة ليست فقط سياسية بل تشمل أيضا تقديم مساعدات إنسانية، ومن هنا تبرز أهمية تأسيس هذا الصندوق العربي المقترح. وأوضح أن القيادات الليبية مستبشرة خيراً بدور الجامعة العربية في المساعي الرامية لحل الأزمة وإعادة السلام والأمن في بلادهم، خاصة أن الليبيين مستاؤون من تعسر الجهود الأممية الغربية، وأن الثقة مهتزة بين المبعوث الأممي والقيادات الليبية خاصة في المنطقة الشرقية. وأبان إن المبعوثين الأممي والإفريقي مهتمان بشكل كبير بالتعاون مع الجامعة العربية ومع الأمين العام في إطار الترويكا التي تم تشكيلها مؤخراً والعمل معاً لتجاوز التحديات التي تعترض التسوية في ليبيا. ونبه إلى أن الوضع الأمني غير مطمئن في ليبيا وهو قابل للتعسر، مشيراً إلى وجود مطالبات بإدخال بعض التعديلات على اتفاق الصخيرات، حيث أن رئيس البرلمان الليبي عقيله صالح له بعض التحفظات على الاتفاق ولكنه لا يرفضه، وله بعض المقترحات بتعديله تخص رئاسة الدولة والحكومة والجيش. ولفت إلى أن الأممالمتحدة حصرت هذه التعديلات المقترحة من قبل الأطراف وتحاول جمعها وتحديدها تمهيداً لأي مفاوضات مستقبلية، مشيراً إلى أنه يمكن للجامعة رعاية هذا الحوار المستقبلي بين الأطراف الليبية سواء في مقر الأمانة العامة أو في مقرها بتونس. وأشار إلى أن عمل ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية رهين بالإمكانات المحدودة التي وفرها مركز الجامعة في تونس وهي إمكانيات شحيحة لا تغطي تكاليف التحرك حتى في تونس. من جانبه، أكد مندوب تونس الدائم لدى الجامعة العربية الرئيس الحالي لمجلسي الجامعة العربية نجيب المنيف أن هذا الاجتماع خصص للاستماع إلى عرض شامل من السفير الجمالي حول آخر تطورات الوضع في ليبيا، فيما أكد نائب الأمين للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي أن مهمة السفير الجمالي في ليبيا ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة نظراً لما يتمتع به من خبرات واسعة في القضايا العربية الشائكة.