تواصلت أعمال المؤتمر الدولي " الاستشراق ما له وما عليه "، المنعقد بجامعة القصيم ممثلة بكلية العلوم والآداب بمحافظة الرس في يومه الثاني ، حيث عقدت عدة جلسات علمية ناقشت العديد من الدراسات وأوراق البحث المقدمة من المشاركين من عدة دول عربية وإسلامية ، بهدف تنقيح التراث الاستشراقي من الأهداف المغرضة لبعض المستشرقين. وأكدت المشاركة الدكتورة عفاف الهاشمي أن المستشرقين لعبوا دوراً كبيراً في تشكيل صورة الإسلام في نظر الآخرين ووجه بعضهم ذلك لخدمة أهداف محددة ، وعملوا على نشر عاداتهم و تقاليدهم التي يعتقدون أنها فكراً مستنيراً ، مشيرة إلى أن الإسلام يمر حاليا بأصعب لحظاته ، بسبب محاولات التشويه لعاداتنا وتقاليدنا ، بل ولديننا والتي هي من توابع آراء المستشرقين. فيما رأى الدكتور تالي جمال أن للاستشراق فوائد أيضا في خدمة الإسلام ، وينبغي عدم إغفال محاسن أعمال بعض المستشرقين فمنهم أبرز من كتب عن مكة والمدينة. وحول موقف المستشرقين من القرآن الكريم أكد الدكتور زاهي نمر أنهم انقسموا إلى ثلاثة أقسام ، منهم من درس القرآن دراسة منصفة عن اقتناع به ، ومنهم الحاقد الذي درسه للتشكيك والتحريف فيه والطعن بما جاء به ، بهدف الكيد للإسلام والمسلمين. وأشار الدكتور إبراهيم رمضان إلى أن الوطن العربي لم يحدد موقفه من الاستشراق الغربي حتى الآن ، فهنالك من ينظر إليهم بعدائية ، ورفض لكل ما يصدر منهم ، وهنالك من أصبحوا يرونهم المصدر الوحيد للتقدم ودوماً على صواب، وهؤلاء يدعون لترك عادات قومهم بخيرها وشرها والاقتداء بالمجتمعات الغربية ، وبين أولئك وهؤلاء توجد فئة ظلت متمسكة بتعاليم دينها ، ومستفيدة من المستشرقين. كما تحدث الدكتور عبدالغني جمعة حول موقف المستشرقين ومحاولات عدد منهم للتشكيك في صحة القصص القرآنية، والمعجزات الإلهية مثل بداية بعض السور بأحرف ، ودراسة ترتيب الآيات إلا أن علماء المسلمين قد كشفوا محاولات كذبهم المتواصلة ورغم ذلك ظل المستشرقون في دراسة دقيقة لكل معاني اللغة العربية لمحاولة إيجاد ثغرات للنيل من الإسلام حتى وقتنا الحاضر.