ناقش المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني " الإعلام والإرهاب : الوسائل والاستراتيجيات ", خلال جلساته العلمية, التي تنظمها جامعة الملك خالد في فندق قصر أبها, " وسائل التواصل الاجتماعي ومواجهة التطرف ". وبدأت الجلسة بورقة علمية بعنوان " دعاية التطرف والإرهاب عبر منصات التواصل الاجتماعي " والتي قدمها أستاذ المعهد العالي للإعلام والاتصال بالمملكة المغربية الدكتور بن عيسى عسلون, أوضح خلالها أن لمواقع التواصل الاجتماعي نصيبا من المساندة العامة للعمل الإرهابي الإلكتروني، واتساع نطاقه وتناميه, مشيراً إلى سهولة استغلالها والتي تمثل فضاء خصبا تتسلل إليه التنظيمات والجماعات الإرهابية لعولمة أنشطتها الدامية، وذلك عبر التسويق لأيديولوجياتها أو لإثارة الرعب أو للتنسيق والتواصل عن بعد مع المستقطبين والمنتمين إليها, لافتاً عمليات الاستقطاب والتجنيد تتم انطلاقا من شبكات التواصل الاجتماعي، حسب الدارسين، وفق منهجية محكمة تقوم على تقنيات التأثير الوجداني، من خلال إثارة العاطفة بواسطة وصفة الغيرة على الدين وحجة الدفاع عن القيم المقدسة، كما تعتمد على أسلوب دغدغة مشاعر المستخدمين للشبكات من الشباب الغُفّل، المتشدد، المحبط واليائس. وقدّم الدكتور مبارك بن واصل الحازمي من جامعة الملك عبدالعزيز, بحثاً بعنوان " الإرهاب والإعلام الجديد ", أوضح خلاله أن الإعلام الجديد أصبح أداة من أدوات المنظمات الإرهابية في نشر الفتن والأفكار المتطرفة لسهولة تداوله، وهذا يعني أنه بات يستخدم ضمن أخطر الحروب على الإطلاق باستخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة، مما يجعلنا نصدق ما يدور، وعلينا مواجهته بالأساليب الإعلامية المماثلة. وبين أن هذا الإعلام الجديد استخدمه المتطرفون دينيا وسياسيا وأيديولوجيا في استقطاب الشباب إلى عملياتهم، والتي تستهدف بث الخوف والاعتراف بهم، والرضوخ لمطالبهم، وأن الإنترنت خدم الخلايا الإرهابية من خلال تحقيق الترابط التنظيمي بينهم، وتبادل الأفكار حول كيفية التنسيق للعمل الإرهابي، وتدمير مواقعي الإنترنت المضادة، واختراق المؤسسات الحيوية أو تعطيل خدماتها الإلكترونية. وناقش الدكتور الحازمي إشكالية «العلاقة بين الإعلام والإرهاب» من خلال التطرق إلى أسباب الظاهرة والدوافع لها، وكيف أصبحت عالمية الأبعاد والإستراتيجيات والأهداف, ذلك أن ما يسعى إليه الإرهاب هو الوصول إلى العلنية وعقول الناس وعواطفهم والرأي العام المحلي والدولي عبر وسائل الإعلام التي تهتم بتغطية الأعمال الإرهابية انطلاقا من مبدأ الحق في المعرفة، وانطلاقا من اعتبارات أخرى تفرضها الصناعة الإعلامية، كالشهرة، وزيادة المبيعات، وتحقيق الربح. بدوره قدّم الدكتور ظاهر النويران من الجامعة الهاشمية بالممكلة الأردنية بحثا بعنوان " تحليل البيئة الداخلية والخارجية ل الفيسبوك وأثرها في انتشار ظاهرة الإرهاب والترويج لها, حيث أوضح خلاله أن البحث يهدف إلى التعرف على شبكات التواصل الاجتماعي ، وخاصة ( الفيسبوك ) ودوره في انتشار ظاهر الإرهاب ، و الترويج لها, ومعرفة مدى الحرية المتاحة للطلاب في استخدام موقع الفيسبوك كأداة للتعبير عن الرأي, ووضع توصيات يمكن أن تساهم في تعزيز الاستخدام الأفضل لموقع الفيسبوك. وتطرّقت الدكتورة فوزية آل علي من جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الورقة العلمية التي جاءت بعنوان " " تصورات واتجاهات الشباب إزاء وسائل الإعلام تجاه معالجة قضايا الإرهاب ", إلى التعرف على مدى اعتماد الجمهور الإماراتي على وسائل الإعلام كمصادر للأخبار المتعلقة بالأحداث ألإرهابية، ورصد المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام الإماراتي في تناول قضايا ألإرهاب، بالإضافة إلى استخلاص رؤية مستقبلية لتطوير معالجة وسائل الإعلام الإماراتي للأحداث الإرهابية. وفي الجلسة الثانية لليوم الثاني من المؤتمر ناقش المشاركون والمشاركات موضوع " التحليل العلمي لقضايا الإرهاب ", حيث شارك في الجلسة البروفيسور جميل أوز من جامعة سكاريا بتركيا موضوع " التنقيب في وسائل التواصل الإجتماعي للكشف عن الأنشطة الإرهابية ", موضحاً أن الجماعات الإرهابية تستخدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي على نحو متزايد لتبادل المعلومات وتجنيد الأتباع والمؤيدين الجدد لنشر رسائلها والدعاية لتحقيق أهدافها. من جانبه تناول الدكتور حسن نيازي من جامعة الملك فيصل موضوع " المعالجة البحثية والتنظيرية لاستخدام التنظيمات الإرهابية للإعلام الجديد ", مبيناً أن المتطرفون والجماعات الإرهابية، اتجهت إلى استغلال الإعلام الجديد كوسيلة جديدة وقوية لنشر الدعاية، وتجنيد الأتباع، واستدراج الشباب، وتوصيل رؤيتهم، والتحريض على العنف، وجذب الآلاف من المقاتلين, وبهذا يعتمد ٪90 تقريباً من الإرهاب المنظم على شبكة الإنترنت على توظيف الإعلام الاجتماعي، حيث تستخدم الجماعات المتطرفة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي في حملات العمليات النفسية عبر الإنترنت بنجاح. كما قدمت الدكتورة فاطمة الزهراء من جامعة أسيوط بالجمهورية المصرية ورقة علمية بعنوان " التوظيف الدبلوماسي لقضايا مكافحة الإرهاب ", أوضحت خلالها الجهود العالمية في مجال مكافحة الإرهاب بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم ، ولم يعد الالتزام بمكافحة الإرهاب ترفًا أو جهودًا اختيارية ، بل أصبح هناك التزام عالمي بضرورة مكافحة الإرهاب. وتناول الدكتور محمد عباسي من الجامعة الإسلامية بباكستان ��لال ورقته العلمية " إرهابية المواد الشفافة ودور الإعلام المعاصر فيها ", مبيناً خلالها تغير مفهوم الإرهابية التقليدي, ودور الإعلام المعاصر في الجماعات الإرهابية, والمواد الشفافة التي تبث الإرهاب في العوالم التي يعيشها الإنسان وكيف تطلق على تلك المواد الشفافة كلمة " الإرهابية " وما الرؤى الجديدة والبدائل الحديثة.