أبرزت الفعاليات التي شهدها المعهد العربي الإسلامي في طوكيو خلال الأيام الماضية، جانبا من نشاطات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الخارج، التي لا تألوا جهداً في نشر رسالتها الحضارية والقيام بدورها كحلقة وصل تربط المسلمين من جنسيات مختلفة بأمتهم وترسخ لمفهوم جديد من التبادل المعرفي بين أبناء تلك الشعوب وشعب المملكة العربية السعودية. وأوضح عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد ب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن سعد العامر أن المعهد الإسلامي بطوكيو استضاف الفعاليات التي تصدرها ملتقى علمي بعنوان "بناء العلاقات الإنسانية بلغة الحوار: وثيقة المدينة أنموذجاً" نظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات، ليسلط الضوء على أول دستور في العالم "وثيقة المدينةالمنورة" كنموذج متميز لتعايش المسلمين مع غير المسلمين، مشيرا إلى أن الملتقى جسد حرص الجامعة بتوجيهات القيادة الرشيدة –حفظها الله- على نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات المختلفة، وتعزيز بناء العلاقات الإنسانية على أسس سلمية علمية شرعية بعيدة عن الغلو والتطرف. وأضاف الدكتور العامر هدف الملتقى إلى إثراء العلاقات الإنسانية بين الحضارتين الإسلامية واليابانية من خلال تسليط الضوء على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل مع غير المسلمين وحواراته معهم، والتعايش والتفاعل مع الآخر من خلال وثيقة المدينة، وما تضمنته من حقوق غير المسلمين، مع التشديد على أن العلاقات الإنسانية فطرة وضرورة للتعايش بين الأفراد والشعوب والحضارات، وما للحوار من آثار إيجابية تنعكس على تنمية المجتمع وازدهار الشعوب والدول، فضلاً عن استعراض مشتركات التعايش بين الحضارتين الإسلامية واليابانية. كما شهد المعهد العربي الإسلامي في طوكيو وتحت إشراف عمادة شؤون المعاهد في الخارج، تنظيم ندوة "الصكوك الإسلامية ودورها في التنمية الاقتصادية" التي حاضر فيها نخبة من المتخصصين في الجانبين السعودي والياباني، قُدم خلالها تعريفا بالإسلام خاصة الصكوك المصرفية الإسلامية. كما احتفل المعهد بتخريج دفعة جديدة من الطلاب اليابانيين لتقديمهم لسوق العمل في بلادهم. ووصف الدكتور العامر المعهد العربي الإسلامي في طوكيو بإحدى المنارات الثقافية التي قامت الجامعة بافتتاحها خارج المملكة، في إطار حرص ولاة الأمر- حفظهم الله- على خدمة المسلمين، وتذليل العقبات أمامهم لتلقي العلم الشرعي وتعلم اللغة العربية، وتقديم العون لأبناء الأقليات المسلمة هناك، وربط الأجيال المسلمة المتعاقبة في تلك البلدان بدينها وحضارتها وثقافتها الإسلامية. وبين أن لدى الجامعة معاهد في جمهورية إندونيسيا وجيبوتي واليابان، كما تسعى لإفتتاح معاهدها في جمهورية جزر المالديف والصومال وبنغلاديش، لتكمل مسيرة إنتداب دعاتها وأساتذتها.