أوضح مستشار وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ طلال بن أحمد العقيل أن التيسير على النفس في رحلة الحج مطلب ضروري لوقاية الحجاج ويسهم في حمايتهم وأمنهم بإذن الله تعالى ، وينبغي على كبار السن ومرافقي النساء والأطفال الاستفادة من القواعد الشرعية والعمل بها في رحلتهم، مؤكدًا أن دعاة التوعية في الحج ينطلقون في عملهم وفق مفهوم واحد مضمونه تطبيق أحكام التيسير ورفع الحرج عن الحجاج بقدر الإمكان . وقال العقيل في حديث له بمناسبة يوم عرفه : هذا اليوم التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة ، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل الأيام ، ويقف الحجاج في عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها في هذا اليوم العظيم ، ومن السنة أن ينزل الحاج بنمرة إن تيسر له ذلك وإلا فليتأكد من نزوله داخل حدود عرفة ، وهناك الكثير من العلامات واللوحات الإرشادية التي تُبين ذلك وعرفة كلها موقف ، وينبغي على الحجاج الانشغال بالتلبية والذكر، والإكثار من الاستغفار والتكبير والتهليل والخشوع والتضرع إلى الله تعالى ، والاجتهاد في الدعاء للنفس والأهل والأولاد وللمسلمين جميعا ، وعند دخول وقت الظهر يخطب الإمام في الناس خطبة تذكير ووعظ وإرشاد ، ثم يصلي بالحجاج الظهر والعصر جمعًا وقصرًا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يصلي قبلهما ولا بينهما ولا بعدهما شيئًا ، وينبغي على الحجاج تجنب الوقوع في بعض الأخطاء التي تنقص الأجر والثواب ، ومنها : الوقوف خارج حدود عرفة ، وبقائهم في أماكن نزولهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون إلى مزدلفة ، الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس وهذا غير جائز ومخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، التزاحم والتدافع للصعود إلى جبل عرفة والوصول إلى قمته والتمسح به والصلاة فيه ، وهذا من البدع التي لا أصل لها في الشرع ، ويترتب عليه أضرار صحية وبدنية ، واستقبال جبل عرفات أثناء الدعاء ، والسنة استقبال القبلة. وشدد على أهمية تطبيق أحكام التيسير في الحج بشكل فاعل ومؤثر على النفس والصحة والسلامة في مواقع تنفيذ المناسك وخاصة في يوم عرفة وفي المشاعر المقدسة وعند رمي الجمرات وعند طواف الإفاضة والمبيت في منى وعرفات ومزدلفة ، وهي بالفعل تحتاج إلى الهدوء والسكينة والتعامل معها بدقة لمنع الوقوع في المخالفات وعدم الإرهاق والشتات الفكري الذي يقود الحاج لعدم تفرغ للعبادة الخالصة لله تعالى والانشغال بالعلاج والضعف والجهد والألم الناتج عن الإرهاق الشديد ، مبينًا أن التيسير عندما يطبق بمفهومه الشرعي يتطابق مع ضوابطه المسنونة المنطلقة والمترابطة مع قوله عليه الصلاة والسلام "خذوا عني مناسككم". // يتبع //